الشركات الفرنسية تعلّق آمالا واسعة على تحسين العلاقات مع المغرب

مدير شركة "إيجيس" الفرنسية يعلّق على زيارة وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي إلى الرباط بالقول "لقد تنفسنا الصعداء أخيرا".

باريس - تلقت شركات فرنسية بارتياح كبير مؤشرات عودة الدفء إلى العلاقات بين بلادها والمغرب، ومن بينها شركة "إيجيس" الفرنسية المتخصصة في إنجاز مشاريع البنى التحتية في مجال النقل، في وقت تتنافس فيه كبريات الشركات العالمية على الفوز بصفقات في المملكة.

ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن أرنو دي بوجي مدير فرع إفريقيا لشركة "إيجيس" تأكيده الارتياح الذي خلفته زيارة وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي برونو لومير إلى الرباط الأسبوع الماضي، قائلا "لقد تنفسنا الصعداء أخيرا".

وأعلن لومير عقب لقائه نظيرته المغربية نادية فتاح العلوي عن اتفاق على تشكيل فريق عمل لدراسة التعاون في مجال النقل بواسطة السكك الحديد بما فيه الخطوط فائقة السرعة، في وقت تراهن فيه باريس على إعادة الدفء إلى العلاقات مع الرباط من بوابة التعاون الاقتصادي.

وفازت عدة شركات إسبانية خلال الآونة الأخير بصفقات لإنجاز مشايع في مجال البنية التحتية من بينها توسعة بعض المطارات المغربية، في خطوة فاقمت مخاوف الشركات الفرنسية من خسارة مكانتها في السوق المغربية.

وصرح أرنو دي بوجي أنه "كان من المهم جدا بالنسبة لنا أن يتم استئناف التعاون، على الرغم من أننا واصلنا العمل معا في الأوقات الصعبة"، في أحدث مؤشر على أن الفتور بين باريس والرباط كانت له تداعيات على فرص الشركات الفرنسية في الفوز بمشاريع الخطوط الجديدة للقطارات فائقة السرعة وفي مقدمتها خط الدار البيضاء – مراكش.

وفي العام 2022 أعلنت شركة "إيجيس" عن إنشاء الخط السككي الثاني لقطار فائق السرعة بالمغرب، الذي يعد تكملة للخط الأول الذي ينطلق من طنجة، بالإضافة إلى ربطه مدينة الدار البيضاء بمراكش، وذلك رغم الأزمة الدبلوماسية بين الرباط وباريس.

ويخطط المغرب لمد خط القطار فائق السرعة إلى مراكش على مسافة 450 كيلومترا ويُعتبر تحديا استراتيجيا في مجال التطوير المستمر لشبكة القطارات عالية السرعة وربط المدن الرئيسية في المملكة، مع ضمان خدمات عالية الجودة للركاب.

واحتضنت الرباط الأسبوع الماضي المنتدى الاقتصادي المغربي الفرنسي بمشاركة مئات الشركات والمقاولات من كلا البلدين، ما مثّل مناسبة هامة لاستكشاف فرص الاستثمار وتأسيس شراكة اقتصادية بين باريس والرباط.

وأبدت فرنسا مؤخرا رغبتها في الاستثمار في الصحراء المغربية في العديد من المجالات من بينها الطاقة، بعد أن أرسلت عديد الإشارات على اعتزامها إنهاء ترددها بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء وتأييد مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة الرباط كحلّ وحيد قابل للتطبيق على أرض الواقع لإنهاء النزاع المفتعل.