ثلاث أفلام مغربية تنعش القاعات الوطنية

العروض الفنية تستمر في التنوع والتجديد وتغني مشهد الفن السابع بأعمال كوميدية اجتماعية.

الرباط - يعود الاهتمام بإنعاش القاعات السينمائية الوطنية بالأفلام المغربية، وخاصة الكوميديا الاجتماعية، إذ تساهم هذه الأعمال في تعزيز التواصل الثقافي والسوق السينمائية المحلية، بالإضافة إلى تقديم مساحة للجمهور للاستمتاع بالترفيه والضحك، ما يعزز الصحة النفسية ويعمق الفهم الاجتماعي والثقافي في المجتمع المغربي.

وتنطلق العروض السينمائية المغربية في مختلف القاعات الوطنية في الفترة ما بين 17 نيسان/ أبريل و1 أيار/ ماي 2024، بثلاث أفلام مختلفة شكلا ومضمونا، أولها الفيلم الكوميدي "لي وقع فمراكش يبقى فمراكش" للمخرج سعيد خلاف، وفيلم "مروكية حارة" للمخرج هشام العسري، وفيلم "العبد" للمخرج عبد الإله الجوهري.

وتدور أحداث فيلم "مروكية حارة" للمخرج هشام العسري في مدينة الدار البيضاء، عن شخصية تدعى "خديجة" الملقبة بكاثي، التي تبدأ يومها بمزاج سيئ، إذ تكتشف في لحظة من العزلة والصراحة أن الحياة لم تكن سهلة بالنسبة لها، خاصة عشية عيد ميلادها الثلاثين، حيث أدركت أنها تتعرض للاستغلال من قبل عائلتها، بل وحتى من قبل خطيبها.

وتوضح الأحداث كيف ترفض هذه الشابة التخلي عن أحلامها والاستسلام للاستغلال الاجتماعي، والمجتمع الذكوري رغم وضعها المزري، وهذا العمل هو كوميديا سوداء، ورسالة حب إلى المرأة المغربية المكافحة في سبيل تحقيق أحلامها وطموحاتها.

الفيلم من إخراج وسيناريو هشام العسري، وبطولة كل من فدوى طالب، صالح بن صالح، مالك أخميس، كرم لمراني.

ثم فيلم "العبد" للمخرج عبد الإله الجوهري، الذي تدور أحداثه حول تخبط شاب يدعى "إبراهيم"، بين الحرية والعبودية في آن واحد، بحثا عن الخلاص من الشعور بعدم الرضا والطمأنينة، في إشارة إلى أن الإنسان المعاصر ليس حرا كما يعتقد، إنما تحكمه مجموعة من الضوابط والقواعد والقوانين التي تسلبه حريته أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي، سواء في العمل أو الشارع أو في علاقته مع الآخر.

الفيلم من بطولة كل من نعيمة إلياس، وعمر لطفي، وسحر الصديقي، وماجدة زبيطة، وحميد زيان، وسعد موفق، وهاجر شرقي.

ويقدم فيلم "العبد" مناقشة عميقة حول مفهومي الحرية والعبودية من خلال تناوله للصراعات والتضحيات التي تشجع المشاهدين على التفكير في معاني التحرر والتحديات التي يواجهها الفرد في سبيل تحقيقها.

أما فيلم "لي وقع فمراكش يبقى فمراكش" للمخرج سعيد خلاف فيروي قصة "رضوان" و"بطيبيطة"، ينتميان إلى عوالم مختلفة ويتفقان على قضاء عطلة نهاية الأسبوع في مدينة مراكش الرائعة، إذ تتوالى المواقف الكوميدية خلال العطلة، وقبل أن تنتهي يتفق الاثنان على الاحتفاظ بأسرارهما وعدم الكشف عن المغامرات التي عاشوها في مراكش، تماشيا مع مقولة شهيرة تقول "ما وقع في مراكش يبقى في مراكش"، وهذا ما يضفي على الفيلم جوا من الطرائف الهزلية.

الفيلم من سيناريو وإخراج سعيد خلاف وأداء كل من عزيز حطاب، رفيق بوبكر، وفأتي جمالي، وأحلام حجي.

وتعد الأفلام الكوميدية جزءا لا يتجزأ من تراث المجتمع المغربي وخاصة مراكش، فهي تحمل معها روحا مميزة تعكس جوانب مختلفة من حياة الناس وثقافاتهم، كما تتميز بإبداعها وفكاهتها الفريدة التي تمزج بين السخرية والتعبير عن قضايا اجتماعية وثقافية بطريقة ذكية وممتعة، وهي وسيلة فعالة لاستكشاف الهويات والتحديات التي تواجه المجتمع، وفي الوقت نفسه تقديم الضحك والتسلية.