المدنيون في سوريا يواجهون أسوا أزمة على الاطلاق

صراع مدمر

بيروت/جنيف - اعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الجمعة أن الظروف التي يواجهها المدنيون في سوريا \"أسوأ من أي وقت مضى\" فيما يدخل النزاع عامه الثامن خلال أيام.

وقال غراندي خلال زيارة إلى لبنان \"إن الظروف التي يواجهها المدنيون داخل سوريا أسوأ من أي وقت مضى، حيث يعيش 69 بالمئة منهم في فقر مدقع\".

وأضاف غراندي في بيان \"تسببت هذه الحرب التي بدأت قبل سبعة أعوام بمعاناة إنسانية هائلة. لقد حان الوقت لإنهاء هذا الصراع المدمر لأجل البشرية\".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإن النزاع أوقع أكثر من 340 ألف قتيل منذ اندلاعه فيما تقول الأمم المتحدة أنه تسبب بأسوأ موجة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضاف غراندي \"ارتفعت نسبة العائلات التي تنفق أكثر من نصف مدخولها السنوي على الطعام إلى 90 بالمئة في حين أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بثمانية أضعاف كمعدل مقارنة بمستواها قبل الأزمة\".

ويستعيد النظام السوري بدعم من حليفه الروسي مناطق كان خسرها في المراحل الأولى للنزاع، لكن الظروف ليست متوافرة بعد لعودة أكثر من نصف عدد سكان سوريا البالغ 20 مليون نسمة منازلهم.

وخلص غراندي إلى القول \"لم يحقق أي طرف فوزا واضحا من الحل العسكري العقيم، ولكن الخاسر هو بكل وضوح الشعب السوري\".

وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الجمعة من ارتفاع مستوى الهجمات على المنشآت الطبية في سوريا إلى مستوى \"خطير\" مع بلوغها في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط نصف إجمالي ما سجل في مجمل سنة 2017.

وقال كريستيان ليندمير المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في ندوة صحافية في جنيف الجمعة، إن المنظمة تلاحظ \"تصعيدا خطيرا\" في هذه الحوادث خلال الشهرين الأوليين من 2018.

وأضاف أنه تم تسجيل \"67 هجوما مؤكدا\" بالإجمال في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، وأن هذا العدد يشكل \"أكثر من 50 بالمئة من الهجمات المؤكدة في 2017 التي بلغت 112 هجوما\".

وليس في وسع منظمة الصحة العالمية تحديد المسؤول عن هذه الهجمات، كما أوضح ليندمير.

ووقع حوالى نصف الهجمات التي أحصيت في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط في الغوطة الشرقية التي تحاصرها القوات السورية قرب دمشق.

وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن \"20 مستشفى و16 مؤسسة صحية وسيارتي اسعاف ومستودعا للوازم الطبية\" أصيبت في هجمات قتل خلالها 19 شخصا وأصيب 28 بجروح.

وذكر ليندمير بأن \"المنشآت والطواقم الطبية تستفيد من حماية خاصة في نظر القانون الدولي\"، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية تدعو \"كل الأطراف الموجودين في سوريا إلى وقف هذه الهجمات\".

وقال غراندي إنه من \"المبكر جدا\" الحديث عن عودة اللاجئين إلى سوريا لأن الوضع هناك ما زال غير آمن ومحفوفا بالمخاطر.

وأضاف في مؤتمر بالعاصمة اللبنانية بيروت \"89 بالمئة من السوريين الذين سألناهم في لبنان يقولون إنهم يريدون العودة إلى سوريا في نهاية المطاف، لكن كلهم تقريبا قالوا ليس الآن\".

وفر أكثر من مليون سوري إلى لبنان المجاور منذ اندلاع الحرب في 2011 ويشكلون الآن نحو ربع عدد سكان لبنان.

ومع استعادة الحكومة السورية المزيد من المناطق وانتهاء المعارك في بعض أنحاء البلاد دعا سياسيون لبنانيون إلى عودة اللاجئين لبلادهم.

وقال غراندي إنه على الرغم من أن بعض مناطق سوريا أكثر استقرارا من غيرها إلا أن الحديث عن عودة اللاجئين الآن \"سابق لأوانه جدا\".

وأضاف أن اللاجئين \"يراقبون ما يحدث الآن ويفكرون فيما سيحدث مستقبلا؟ ما الذي سيحدث في إدلب؟ ما الذي سيحدث في الجنوب... ما الذي سيحدث في عفرين؟ ما الذي سيحدث في المناطق الكردية؟\"

وتابع قائلا \"الأمر غامض جدا ولذلك الناس ينتظرون\".

وأشار إلى أن المفوضية تقوم باستعدادات لعودة اللاجئين في نهاية المطاف من خلال العمل في سوريا على الإسكان والخدمات والحماية القانونية.

وقال \"الكثير من الناس يخشون التجنيد الإجباري في الجيش والاضطرار للقتال ولذلك نحن في حاجة للتفاوض على إعفاءات واستثناءات\".

واستضافت دول الجوار السوري وهي الأردن وتركيا والعراق ولبنان أغلب اللاجئين السوريين وعددهم 5.6 مليون سوري فروا من بلادهم بسبب الحرب التي توشك على دخول عامها الثامن.

وقال غراندي إنه قلق من تراجع الدعم الدولي للدول المستضيفة للاجئين وحث على مواصلة تقديم المساعدات لها.