مبادرة إماراتية لإعمار منارة الحدباء في الموصل

رمز الموصل يستعيد حيويته

بغداد - أعلنت الحكومة العراقية الاحد ان الامارات تقدمت بمبادرة للتكفل باعادة اعمار جامع النوري ومنارة الحدباء الشهيرة في الموصل.

وقال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان ان السفير الاماراتي في بغداد حسن احمد الشحي نقل هذا العرض الى العبادي الذي استقبله الاحد.

ونقل البيان عن الشحي قوله إن ولي عهد أبو ظبي "الشيخ محمد بن زايد وإيمانا منه بالعلاقات بين البلدين الشقيقين ودور العراق في محاربة الإرهاب، تقدّم بمبادرة لإعمار جامع النوري ومنارة الحدباء في الموصل".

واضاف البيان ان "السفير الاماراتي قال ان مندوبا خاصا من دولة الامارات العربية المتحدة سيأتي الى بغداد لهذا الغرض".

ودمّر مسجد النوري ومنارته الحدباء، المعلم الشهير في الموصل الذي يعود الى القرن الثاني عشر، في حزيران/يونيو 2017. وقال الجيش العراقي ان مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي فجروا المسجد ومنارته قبل انسحابهم من المكان. وكان زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابوبكر البغدادي اعلن "خلافته" خلال ظهوره العلني الوحيد، من هذا المسجد في 2014.

وحاول التنظيم المتطرف ممارسة "تطهير ثقافي" في العراق من خلال تدمير معالم تاريخية ورموز دينية للمسلمين والمسيحيين.

والمدينة القديمة في الموصل كانت تحيط بها أسوار تعود الى القرن الحادي عشر، لكنها دمرت في القرن العشرين. ويحدها من الجانب الشرقي نهر دجلة وتبلغ مساحتها ثلاثة كيلومترات مربعة، وكانت القلب النابض لهذه المدينة التي ظلت لقرون عدة ملتقى المبادلات التجارية بين المتوسط والهند وايران.

ومسجد النوري الذي يحمل اسم نور الدين الزنكي موحد سوريا والذي حكم الموصل لفترة وأمر ببنائها في 1172، كان دمر وأعيد إعماره في 1942 في إطار مشروع تجديد.

والمنارة الحدباء للمسجد التي حافظت على هيكلها لفترة تسعة قرون هي المعلم الوحيد الباقي من المبنى الاصلي للمسجد. وكانت المنارة المزينة باشكال هندسية من الطوب رمزا للموصل. وقد طبعت صورتها على ورقة نقدية من فئة عشرة آلاف دينار عراقي.

وسعى تنظيم الدولة الاسلامية قبل اندحاره في 2017 الى ان يجعلها رمزا لحكمه بعد رفع رايته السوداء على قمة المنارة التي يبلغ ارتفاعها 45 مترا.