الاغتصاب سلاحا لإذلال المعارضة في سوريا

'شهداء أحياء' في الغوطة

باريس - قالت مديرة منظمة "النساء الآن للتنمية" غير الحكومية ماريا العبدة الأحد ان النظام السوري يستخدم العنف الجنسي أداة للانتقام من المعارضة، محذرة من ان سياسة الترويع هذه ستتعزز اذا ما انتصر الرئيس بشار الأسد.

وتدير العبدة المنظمة غير الحكومية ومقرها باريس ولديها اكبر شبكة لمساعدة النساء في سوريا وهي حاضرة بقوة في الغوطة الشرقية التي تتعرض منذ اكثر من ثلاثة أسابيع لهجوم واسع النطاق من قوات النظام.

واوضحت ان الناس المقيمين في الغوطة "شهداء أحياء. لقد بلغ بهم اليأس درجة انه قيل لي ان تظاهرة خرجت تحت شعار "لا نريد الحرية". الناس مستعدون لفعل اي شيء كي لا يقال عنهم انهم ينتمون الى المعارضة، كي لا يتم قصفهم، كي لا يتعرضوا لهجمات بالاسلحة الكيميائية ولا يتم تجويعهم"، بحسب ما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية.

واضافت "تصلنا أشرطة فيديو لأناس يقيمون في أقبية لا مراحيض فيها ولا مطابخ ولا يصلها نور الشمس، مجرد ثقوب في الارض. احيانا تكون هناك ساعات يتوقف فيها القصف فيخرج السكان في محاولة للعثور على طعام ولكن لم يعد هناك اي شيء تقريبا".

وقالت ايضا ان اهل الغوطة "يتناولون وجبة واحدة في الاسبوع، وما خلا ذلك فإن المحظوظين من بينهم هم من يتناول خبزا حافيا. لم تعد هناك ادوية ايضا: هناك امرأة وضعت مولودها بعملية قيصيرية اجريت لها من دون تخدير. وهؤلاء جميعا مدنيون".

واضافت "من المستحيل عليهم الفرار. هناك اسرة حاولت الفرار لكن تم توقيفها. وعلى أي حال يكفي ان يقول المرء أنه آت من الغوطة حتى يتم اعتقاله".

وحول الاغتصاب الذي تتعرض له السوريات والذي غالبا ما يوصف بأنه "سلاح حرب" يستخدمه النظام، قالت العبدة ان "العنف الجنسي يحصل في مراكز الاعتقال، وفي نقاط التفتيش حيث يكون ثمنا تدفعه المرأة مقابل السماح لها بالعبور، كما يحصل عندما يستعيد النظام السيطرة على منطقة من المعارضة فيستخدم الاغتصاب للانتقام، وكذلك ايضا يحصل استغلال للنساء".

وذكرت مديرة المنظمة "لقد روت لي امرأة انها ذهبت للحصول على اخبار عن ابنها فوعدوها بإخبارها عنه إن هي وافقت على اغتصابها".

واضافت "العنف الجنسي هو جزء من ممارسة ترهيبية: يغتصبون المرأة للانتقام من عائلتها او عشيرتها، او لإذلال شقيقها او والدها. انه اداة انتقام".

وقالت ايضا "لقد رأيت ذلك: النظام السوري يمارس الاغتصاب بحق الطبقات الاكثر فقرا لانها لا تمتلك القدرة على الدفاع عن نفسها. هم لا يغتصبون محامية على سبيل المثال".

وأكدت العبدة ان "العنف سيستمر في سوريا حتى بعد ان ينتصر بشار الاسد، لأن هذا هو سبب وجوده. الترهيب هو وسيلة بقائه في السلطة. اعمال العنف ستكون وسيلة للانتقام والنظام لن ينسى ابدا ان الشعب تجرأ على الخروج ضده".

واوضحت ان "الوضع لن يتحسن بل على العكس تماما. ان المجتمع الدولي ببقائه صامتا سيُدخل سوريا في حلقة مفرغة من اعمال العنف. ان انتصار بشار الاسد سيزيده قوة والشعب الذي لا يريده سيواصل المقاومة. عندما يرى المرء طفله يمزق، ماذا سيفعل سوى ذلك"؟

وقالت ان "النظام السوري مصمم على القضاء على كل من يعارضه، وسيجد دوما الذريعة لذلك بالقول انهم جماعات ارهابية لكنه هو المسؤول عن 90% من اعمال العنف.

وطالبت العبدة بـ"إحقاق العدالة وتدفيع بشار الاسد ثمن جرائمه. هو ليس عدو الشعب السوري كما قال (الرئيس الفرنسي) ايمانويل ماكرون بل هو عدو الانسانية جمعاء".

وقالت ايضا "الادلة موجودة، هناك آلاف الصور لمعتقلين ولحروق بقنابل النابالم، ويجب القبول بأن تؤخذ في الاعتبار إفادات المدنيين. تصلني شهادات اناس يقولون لي: لسنا قادرين على التنفس. ما من حل اذا بقي بشار الاسد. انه طريق مسدود".