إسرائيل تعفي اليهود المتشددين من التجنيد لتفادي الانتخابات المبكرة

التجنيد يثير أزمة

تل أبيب - صرح الناطق باسم وزارة العدل الإسرائيلية أن لجنة القوانين الوزارية وافقت الاثنين على مشروع قانون يعفي الشبان اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية بهدف تمرير الميزانية وتفادي أزمة حكومية تهدد بانتخابات مبكرة.

وأقرت لجنة القوانين مشروع القانون المثير للجدل بينما رفض وزير الدفاع رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان الحل الوسط قائلا "أنا وحزبي سنصوت ضد مشروع القانون، وسنصوت نحن (النواب) الخمسة ضد مشروع القانون".

ويطالب ليبرمان بتجنيد الشبان المتدينين الذين يلتحقون بمدارس دينية وكان تم إعفاؤهم في الماضي من التجنيد.

ويشكل المتدينون في إسرائيل قرابة عشرة في المئة من سكانها اليهود.

وقال ليبرمان انه "أمر سخيف أن يتوقع أحد أن يؤيد حزب إسرائيل بيتنا هكذا مشروع. انه اقتراح مناف للمنطق في الحقيقة إن اليومين الماضيين كانا بالنسبة لي بمثابة مسرح عبثي".

وأكد "نحن نتحدث عن واجب الخدمة الإلزامية للجميع، إما في إطار الجيش الإسرائيلي أو في إطار الخدمة الوطنية، سواء بالنسبة لليهود المتدينين أو بالنسبة للعرب".

وشدد على أن انه "لا يعقل أن يخدم شبان يهود لمدة ثلاث سنوات بالجيش ومجموعة أخرى لا تخدم. الأمر غير منصف بحق من يخدم الجيش".

يشهد الائتلاف الحكومي اليميني برئاسة بنيامين تانياهو خلافا كبيرا بشأن قانون الخدمة العسكرية. ويدعم الائتلاف الحكومي 66 نائبا من أصل 120، وإذا رفض حزب إسرائيل بيتنا مشروع القانون، فان حكومة نتانياهو لن تسقط إذا ضمنت تصويت 61 نائبا.

وأكد ليبرمان انه لن يستقيل، ولن يترك الحكومة طوعا طالما لم يتم إقرار القانون بالقراءة الثالثة وسيعمل من الداخل على إسقاطه.

ويقول أعضاء في الائتلاف اليميني إن نتانياهو افتعل الأزمة لأهداف أخرى، وتزايدت التكهنات بأنه يريد إجراء انتخابات مبكرة لتعزيز موقفه السياسي، قبل توجيه لائحة اتهام محتملة بحقه في الأشهر القادمة في قضية رشى.

وكرر نتانياهو الأحد أنه يفضل الاستمرار في الائتلاف حتى نهاية ولايته في تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

وترفض الأحزاب اليهودية المتشددة الموافقة على موازنة البلاد لعام 2019 ما لم يتم تعديل أو إلغاء مشروع قانون الخدمة العسكرية. وأكد وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون ضرورة الموافقة على الميزانية قبل نهاية الأسبوع .

وبموجب الحل المقترح، يتم الأربعاء التصويت على مشروع قانون يعفي الشبان المتدينين من الخدمة العسكرية بالقراءة الأولى ويتم في اليوم نفسه التصويت على الميزانية قبل انتهاء الدورة الشتوية في الكنيست في 18 آذار/مارس.

ويستكمل التصويت على قانون إعفاء المتدينين في الدورة الصيفية. ويحتاج تشريع القانون في إسرائيل للتصويت عليه بثلاث قراءات حتى يصبح ساريا.

قد توجه قريبا إلى نتانياهو (68 عاما) رسميا تهم بالفساد في قضيتين منفصلتين على الأقل.

يتولى نتانياهو في غياب أي منافس حقيقي على الساحة السياسية السلطة منذ عام 2009، وقد يقترب من ديفيد بن غوريون مؤسس دولة إسرائيل الذي بقي في الحكم 13 عاما، إذا أكمل ولايته التشريعية الحالية حتى نهايتها في تشرين الثاني/نوفمبر 2019.