دمبيلي يبحث عن استعادة لسعته في دوري الأبطال

دمبيلي في اختبار صعب

برشلونة - قطعت الاصابة والمبلغ الخيالي الذي أنفق لاستخدامه، جناحي "بعوضة" برشلونة الجديدة الفرنسي عثمان دمبيلي، لكن الجناح السريع ينوي استعادة حاسة اللسع لديه عندما يواجه تشلسي الانكليزي الاربعاء في اياب ثمن نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم.

- سعر ذهبي وبداية متعثرة -

بتوقيعه مع برشلونة في آب/اغسطس الماضي مقابل 105 ملايين يورو زائد 42 مليونا من المكافآت، تغيرت معالم مسيرة دمبيلي بسرعة قياسية. فبعد تكوينه في نادي رين، اكتشفه العالم في صفوف بوروسيا دورتموند الالماني، بينما يأمل الآن في ان تبرز نجوميته مع النادي الكاتالوني.

لكن قبول هذا الوضع الجديد ليس سهلا لابن العشرين ربيعا وثاني أغلى لاعب في الكرة الاسبانية بعد زميله الجديد البرازيلي فيليب كوتينيو (160 مليون يورو) القادم من ليفربول الانكليزي.

ليس سهلا ايضا الحلول بدلا من مهاجم من طراز البرازيلي نيمار، المنتقل الى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة هي الاعلى في تاريخ الكرة المستديرة (222 مليون يورو)، تاركا القميص الرقم 11 للاعب الفرنسي المكنى "دمبوز".

يوم قدمه برشلونة في ملعب "كامب نو" أطلق جمهوره صافرات الاستهجان بحق الادارة التي تخلت عن "جوهرة" بمثابة نيمار، في مشهد ترافق مع ترويض متعثر خلال التقاط الصور التذكارية، غذى مواقع التواصل.

لكن البداية الفعلية، كانت أشد وقعا، ففي مباراته الثالثة ضد خيتافي في 16 ايلول/سبتمبر، تعرض لاصابة قوية وهو يحاول لعب الكرة بكعبه، فغاب ثلاثة اشهر ونصف شهر. وبعد عودته المنتظرة، أصيب مجددا فغاب لشهر إضافي.

لم يخض اللاعب المتعطش للهجوم سوى 11 مباراة رسمية حتى الان، مرر فيها 4 كرات حاسمة ولم يسجل بعد. تكاثرت المباريات العادية للاعب ذي الجذور المالية-السنغالية-الموريتانية، من خيارات خاطئة، مراوغات فاشلة وأداء غير مبهر في كامب نو...

يدافع عنه مدربه ارنستو فالفيردي بالقول "صحيح انه في بعض اللحظات، يتعين عليه اتخاذ قرارات أفضل، لكن حسنا، لا يبلغ سوى العشرين وهذا النوع من الامور يتحسن مع الوقت".

- خجل ونظام حياة -

مع وصوله، عرف اللاعب الذي لقبه زميله ومواطنه صامويل اومتيتي بالـ"بعوضة"، بخجله واندماجه البطيء في غرف الملابس. لكن هذا الخجل ارتد عليه سلبا، اذ هاجمته الصحف المحلية بسبب بطء تقدمه في تعلم اللغة ونظام حياته.

في نهاية شباط/فبراير، فاجأت رحلته الى مراكش المغربية جماهير النادي الذي كان يخوض رحلة طويلة وصعبة الى لاس بالماس (1-1) في جزر الكناري.

أثيرت اسئلة كثيرة حول اسلوب حياته وصولا الى نظام غذائه، ولو ان فالفيردي يقلل من أهمية هذا السؤال بالقول "دمبيلي والعديد من اللاعبين الآخرين يقومون بتوظيف أشخاص ذات ثقة واخصائيي تغذية يساعدونهم".

- ضد تشلسي وضد الساعة -

منذ قرابة الشهر، يخوض دمبيلي المباريات بانتظام، واداؤه السبت ضد ملقة (2-صفر) كان الاكثر وضوحا منذ قدومه، خصوصا مع تمريرته الحاسمة للبرازيلي كوتينيو.

أكد فالفيردي دوما ثقته به، نظرا لتقديمه شكلا فنيا مختلفا لـ "بلاوغرانا": لاعب مراوغ بارع، جناح صاف قادر على ضرب الدفاعات باختراقاته من الطرف الى الوسط الهجومي.

يتابع فالفيردي "ما هو جيد بشأنه، استفزازه المستمر. يبحث دوما عن المراوغة ونحن في حاجة للاعبين مماثلين، يواجهون، يستخدمون سرعتهم ويهربون من الرقابة".

يخوض الاربعاء في ملعب كامب نو سباقا صد الساعة قبل مونديال 2018 الصيف المقبل، حيث يأمل في المشاركة مع المنتخب "الازرق"، وهو يحتاج الى تقديم اداء مميز عشية اختيار المدرب ديدييه ديشان تشكيلته لمباريات نهاية آذار/مارس الودية.

كما ان برشلونة بحاجة لارتقاء ادائه في دوري الابطال حيث يفتقد كوتينيو القادم من ليفربول الانكليزي وربما اندريس اينيستا الذي يتعافى من الاصابة.

يبحث الفريق الكاتالوني عن بلوغ ربع النهائي للمرة الحادية عشرة على التوالي في دوري الابطال، لذا يدرك دمبيلي ان فريقه بحاجة الى لسعاته ليتابع مشواره بثبات في المسابقة القارية الاولى.