موسكو ودمشق تقصفان بلدات الغوطة الشرقية بمواد حارقة

تصعيد هستيري

بيروت/عدرا (سوريا) - تواصل قوات النظام السوري وحليفتها روسيا ضرباتها المكثفة على جيب داخل الغوطة الشرقية المحاصرة، موقعة عشرات القتلى، تزامنا مع استمرار تدفق المدنيين إلى مناطق سيطرتها فارين من العنف والموت الذي حصد المئات منذ شهر.

وتدور معارك كبرى في المنطقة مع دخول الحرب السورية مرحلة حاسمة.

وقالت وحدة الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية إن الجيش السوري استعاد بلدة جسرين في الغوطة الشرقية الجمعة من أيدي مسلحي المعارضة.

وقالت وحدة الإعلام الحربي على صفحتها على تويتر \"الجيش السوري يتابع عملياته في الغوطة الشرقية لدمشق ويحكم سيطرته على بلدة جسرين بعد مواجهات مع المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة\". ويقاتل حزب الله في صف الجيش السوري.

وفيما يستمر التصعيد الدموي، تعهد وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران خلال محادثات حول سوريا أجروها في استانا، بالاستمرار في تصفية جبهة النصرة سابقا التي غيرت اسمها إلى هيئة تحرير الشام بعد فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن \"64 مدنيا على الأقل بينهم 13 طفلا قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح جراء غارات روسية استهدفت بلدة كفربطنا\" في حصيلة جديدة.

كما قتل 11 مدنيا صباح الجمعة جراء غارات روسية على بلدة سقبا. وأعلنت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) مقتل أحد متطوعيها في البلدة. وقتل طفل على الاقل في مدينة حرستا، بحسب المرصد.

وتسبب الهجوم المستمر على الغوطة الشرقية، آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق منذ 18 فبراير/شباط بمقتل أكثر من 1340 مدنيا بينهم 270 طفلا، وفق آخر حصيلة للمرصد.

وتمكنت قوات النظام من السيطرة على أكثر من سبعين بالمئة من مناطق الفصائل المعارضة وفصلها إلى ثلاثة أجزاء.

وأشار المرصد إلى \"تفحم جثث القتلى\" في كفربطنا، مرجحا استخدام مواد حارقة في القصف الذي استهدف شارعا تجمع فيه المدنيون في محاولة للخروج.

وشوهدت ثماني جثث محترقة على الأقل في شارع بكفربطنا ، موضحا أن معظم مراكز الدفاع المدني باتت خارج الخدمة، بينما لايزال في الطرقات ولا يتمكن أحد من سحبهم.

وتضيق كفربطنا بآلاف العائلات النازحة من البلدات المجاورة التي تقدمت إليها قوات النظام السوري.

وتتعرض عدة بلدات تحت سيطرة فيلق الرحمن منذ أيام لغارات روسية وسورية، لا سيما حمورية وكفربطنا وسقبا وهي المناطق التي خرج النازحون منها وفق المرصد. ولهيئة تحرير الشام تواجد محدود في هذه المنطقة.

واستعادت قوات النظام الجمعة السيطرة على بلدة حمورية بعدما خسرتها لساعات إثر شن فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام هجوما مضادا عليها، وفق المرصد.

وكانت قوات النظام سيطرت بالكامل على البلدة الخميس وأعلنت فتح ممر إنساني تدفق منه آلاف المدنيين، بينما انسحب المقاتلون الذين كانوا في البلدة إلى المناطق الأخرى المتبقية تحت سيطرتهم.

ودعت قيادة الجيش السوري سكان الغوطة الشرقية إلى الخروج عبر \"المعابر الآمنة\" التي حددتها.

وجاء في بيان نقله الاعلام الرسمي \"القيادة العامة للجيش تدعو أبناء شعبنا الأبي في الغوطة الشرقية للخروج من تحت نير التنظيمات الإرهابية عبر المعابر الآمنة\"، مؤكدة استعادتها \"السيطرة على 70 بالمئة من المناطق التي كانت تسيطر عليها المجموعات الإرهابية\" في المنطقة.

وقدر المرصد أعداد الذين خرجوا الجمعة بنحو ألفي مدني معظمهم من بلدة سقبا.

وخرج الخميس نحو عشرين ألفا من جنوب الغوطة الشرقية في \"نزوح جماعي\" يعد الأكبر من المنطقة المحاصرة، بحسب المرصد.

ونقل نحو 3000 نازح ليل الخميس إلى بلدة عدرا، وشوهد عشرات المدنيين يفترشون باحة المركز حيث أمضوا ليلتهم في ظل نقص في الخدمات وانتظار العشرات في صف طويل للدخول إلى الحمامات.

وقال عبدالرحمن إن عددا كبيرا من المدنيين أمضوا ليلتهم في العراء بعد وصولهم إلى مناطق سيطرة قوات النظام التي لم تكن تتوقع خروج هذا العدد الكبير.

وأعلنت الأمم المتحدة الخميس أن \"الأعداد الحقيقية للأشخاص الذي خرجوا من الغوطة الشرقية ليست معروفة، كما هو الحال بالنسبة لوجهة جميع النازحين\".

وفي بيان إثر زيارة إلى سوريا استمرت أياما، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير إن \"الغوطة الشرقية هي المثال الأحدث على مستوى المعاناة التي يئن تحت وطأتها المدنيون\".