تركيا تقتل 16 سوريا بغارة على مستشفى عفرين

هروب جماعي من القتل

بيروت – قتل 43 مدنيا في عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا مساء الجمعة بينهم 16 قضوا في غارة تركية استهدفت المستشفى الرئيسي في المدينة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واستمرت الغارات المكثفة الجمعة على الجيب المحاصر للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، موقعة عشرات القتلى، بموازاة فرار مئات المدنيين نتيجة الهجوم المدمر لقوات النظام السوري الساعي لاستعادة هذه المنطقة القريبة من العاصمة دمشق.

وأكد الهلال الأحمر الكردي اصابة المستشفى في الغارة لكنه لم يعلن عن حصيلة للقتلى. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن \"استهدفت غارة تركية بشكل مباشر المشفى الوحيد في مدينة عفرين\".

وقال عبد الرحمن ان \"16 مدنيا قتلوا في الغارة بينهم امرأتان حبليان\". ولم يقتل اي من أفراد الطاقم الطبي في الغارة.

وقال شيروان بري، احد رؤساء الهلال الأحمر الكردي ومقره في القامشلي في شمال شرق سوريا \"تعرضت المدينة لقصف كثيف خلال النهار واقترب القصف من المستشفى، لكن المستشفى استهدف مباشرة هذا المساء\".

واضاف \"انه المستشفى الوحيد العامل في مدينة عفرين. لقد تحدثت مع الطاقم الطبي بغد الغارة وكلهم بخير\".

وغادر 15 الف شخص على الاقل مدينة عفرين الجمعة وفق المرصد، فيما باتت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها على مشارف المدينة التي تحاصرها بعد شهرين من بدء الهجوم التركي على منطقة عفرين والذي تقول تركيا انه يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها \"ارهابية\" علما انها كانت مكونا اساسيا في انزال الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا وتلقت الدعم من واشنطن.

وفيما يستمر التصعيد، تعهد وزراء خارجية روسيا وتركيا وايران خلال محادثات في استانا، بالاستمرار في \"تصفية\" جبهة النصرة، في اشارة الى هيئة تحرير الشام والمجموعات الاخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وأكد مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري الجمعة خروج أكثر من 40 ألف مدني الخميس من الغوطة الشرقية. وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن حول سوريا ان المدنيين \"توجهوا الى مراكز إيواء وفرتها الحكومة والهلال الأحمر العربي السوري\"، مشيراً إلى أن القوات السورية والروسية فتحت \"معابر\" لتأمين خروجهم.

واكد الجيش السوري انه استعاد 70 بالمئة من الغوطة الشرقية حاثا السكان على مغادرة المنطقة عبر \"ممرات آمنة\".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان نحو 20 ألف مدني خرجوا من الغوطة الخميس، وأن نحو ألفين خرجوا الجمعة معظمهم من بلدة سقبا، مؤكدا ان الغارات نفذتها طائرات روسية.

وقال المرصد ان خروج المدنيين من جيب تحت سيطرة \"فيلق الرحمن\" في الغوطة الشرقية، تزامن مع \"غارات روسية كثيفة\" استهدفت بلدتي كفربطنا وسقبا وتسببت بمقتل 80 مدنياً على الاقل.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن \"64 مدنياً على الأقل بينهم 13 طفلاً قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح جراء غارات روسية استهدفت بلدة كفربطنا\" مضيفا ان 11 مدنياً قتلوا صباح الجمعة جراء الغارات في بلدة سقبا.

غير ان وزارة الدفاع الروسية نفت بشكل قاطع مؤكدة ان طائراتها لا تنفذ \"اية مهام عسكرية\" في الغوطة الشرقية.

من جهته حذر مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا من تصعيد النزاع رغم قرار مجلس الامن الدولي بوقف اطلاق النار.

كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن \"قلقه الكبير حيال اليأس الذي يبديه أعداد كبيرة من الفارين من الغوطة الشرقية وعفرين\" داعيا \"جميع أطراف النزاع إلى الاحترام التام للحقوق الإنسانية وضمان حماية المدنيين\".

وقال الجعفري ان \"الحكومة السورية سمحت كذلك (الخميس) بدخول قافلة مساعدات مشتركة بين الهلال الاحمر والصليب الأحمر والأمم المتحدة. وسنسمح بمرور مثل هذه القوافل عندما تتوفر الشروط الأمنية في المستقبل كذلك\".

وتسبب الهجوم على الغوطة الشرقية، آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، منذ 18 شباط/فبراير بمقتل 1350 مدنياً بينهم 270 طفلاً، وفق آخر حصيلة للمرصد.

وأشار المرصد الى \"تفحم جثث القتلى\" في كفربطنا، مرجحاً استخدام \"مواد حارقة\".

وتتعرض بلدات عدة تحت سيطرة فيلق الرحمن منذ أيام وفق المرصد لغارات روسية وسورية، لا سيما حمورية وكفربطنا وسقبا، وهي المناطق التي خرج النازحون منها. ولهيئة تحرير الشام تواجد محدود في هذه المنطقة.

واستعادت قوات النظام الجمعة السيطرة على بلدة حمورية بعدما خسرتها لساعات إثر شن فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام هجوماً مضاداً عليها، وفق المرصد.

في الاثناء قالت مجموعات \"جيش الاسلام\" و\"فيلق الرحمن\" و\"احرار الشام\" التي يوجد كل تنظيم منها في جزء من الاجزاء الثلاثة للغوطة الشرقية، الجمعة انها مستعدة لاجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا في جنيف برعاية الامم المتحدة.