يسقط أم لا يسقط؟

يعتبر موضوع التغيير السياسي في إيران واحدا من المواضيع بالغة الاهمية خصوصا بعد تعاظم الدور السلبي للنظام القائم في إيران منذ 39 عاما، والذي تجاوز ليس الحدود الايرانية فقط وانما حدود منطقة الشرق الاوسط بحالها بحيث جعل من قضية التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة، قضية تمس السلام والامن والاستقرار على المستوى الدولي. ولهذا فإنه وفي الوقت يطالب فيه الشعب الايراني وبإلحاح بتغيير النظام، فإننا يجب أن نعلم بأن بلدان المنطقة والعالم تتوق لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد للتدخلات هذه.

السؤال هو: هل التغيير السياسي ممكن في إيران في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ من صدق ذلك فإنه لا يعلم شيئا عن أسس ومبادئ نظام ولاية الفقيه. فهذا النظام يكاد أن يشبه النسبة الثابتة فهو لا يقبل أي تغيير مهما كان شكله ونوعه وحجمه ويؤمن بأمر واحد وهو وجوب أن تتكيف وتتأقلم كل الامور مع توجهاته وليس العكس!

الرهان الدولي على مزاعم الاعتدال والاصلاح التي يحمل لوائها جناح في النظام القائم في إيران، أثبتت الايام خيبته وعدم جدواه خصوصا وإن أدعياء الاصلاح والاعتدال الذين حكموا، ويحكمون الان إيران، لم يخطوا ولو خطوة واحدة بذلك الاتجاه وانما ظلت مزاعمهم مجرد ألفاظ وكلمات رنانة لا تجد لها من سبيل على أرض الواقع.

الشعب الايراني الذي تم خداعه لفترة من الزمن بشعارات الاصلاح والاعتدال وإيهامه بتحسين أوضاعه المعيشية كما هو الامر مع الرئيس الحالي روحاني، حزم هو الاخر أمره تماما ضد هذه المزاعم عندما أعلن في إنتفاضته الاخيرة رفضه القاطع ليس للتيار المتشدد والذي جسده في شعار الموت للديكتاتور، وانما للتيار الآخر الذي يزعم الاصلاح والاعتدال بقيادة روحاني. ومعنى ذلك إن الشعب بدأ يطالب وبجدية بالغة بتغيير هذا النظام. ولكن وكما أكدنا فإن هذا النظام لا يقبل أي تغيير حتى ولو كان طفيفا بسبب من تكوينه الفكري المتطرف، ولذلك فإنه ليس أمام الشعب الايراني من خيار سوى إسقاط النظام، لأنه الحل الوحيد الممكن في هكذا حالات والذي تكفله القوانين والانظمة المرعية الدولية وكذلك لائحة حقوق الانسان.

إدا كان طرح موضوع التغيير قبل عقدين في إيران أمرا غير ممكنا لكنه اليوم وبعد إنتفاضة 28 كانون الاول صار ممكنا لأن كل الاوضاع والظروف والتطورات الداخلية والاقليمية والدولية تدعو لذلك وتجعله أمرا ممكنا خصوصا بعد أن صار الشعب منفتحا على منظمة مجاهدي خلق ومتقبلا لشعاراتها الاساسية وفي مقدمتها شعار إسقاط النظام، والاهم من ذلك أن أوضاع النظام من مختلف النواحي تجعل من إمكانية إسقاطه احتمالا قائما.