تركيا تخطط لبقاء أطول في سوريا بتوسيع عملياتها شرقا

تركيا تثبت أقدامها في شمال سوريا

أنقرة/باريس - تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين بتوسيع العملية التركية في سوريا إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد وصولا إلى الحدود العراقية، غداة فرض الجيش التركي وقوات موالية لأنقرة السيطرة على مدينة عفرين وإخراج القوات الكردية منها بعد نحو شهرين من القتال.

وقال في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية \"سنستمر في هذه العملية الآن إلى حين القضاء بشكل كامل على هذا الممر الذي يشمل منبج وعين العرب (كوباني) وتل أبيض وراس العين والقامشلي\".

وسبق للرئيس التركي أن لوح بالتحرك إلى منبج حيث توجد قوات أميركية، إلا أن أي تحرك من هذا النوع قد يفجر مواجهة أعقد بين واشنطن وأنقرة.

وتنتظر تركيا ردا أميركيا على اقتراح سابق قدمته لوزير الخارجية ريكس تيلرسون قبل اقالته وتعيين مدير المخابرات المركزية مايك بومبيو خلفا له.

ويقضي الاقتراح التركي بنشر قوات مشتركة أميركية تركية في منبج مقابل اخراج وحدات حماية الشعب الكردية.

وكان تيلرسون قد أبدى على الأرجح مرونة حيال هذا الاقتراح لكن قرار اقالته أربك الحسابات التركية.

وتثير التحركات العسكرية التركية في شمال سوريا قلقا غربا وريبة حيال أهدافها، وسط تحذيرات لأنقرة من احتلال أراض سورية.

لكن الحكومة التركية سعت مرارا لتهدئة المخاوف الغربية نافية أن يكون هدف عملياتها العسكرية غزو أو احتلال أجزاء من تركيا في تناقض صارخ لحقيقة الأوضاع على الأرض.

وشكلت السيطرة التركية على غفرين منعطفا في واحدة من جبهات الصراع السوري الأكثر تعقيدا.

وقالت تركيا الاثنين، إن قواتها ستنسحب من منطقة عفرين الحدودية السورية.

وقال بكر بوزداج المتحدث الرئيسي باسم الحكومة التركية ونائب رئيس الوزراء إن القوات التركية لن تبقى في عفرين السورية وستسلم المنطقة \"لأصحابها الحقيقيين\" بمجرد تطهيرها من \"الإرهابيين\".

وكان يشير إلى تسليمها لفصائل سورية موالية لأنقرة، ما يعني عمليا تسليمها لواحد من وكلائها في المنطقة.

وكانت القوات التركية دخلت عفرين الأحد مع جماعات المعارضة السورية المتحالفة معها ورفعت العلم التركي في وسط المدينة معلنة السيطرة بالكامل عليها بعد حملة دامت ثمانية أسابيع لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية.

وأضاف بوزداج للصحفيين بعد أن دخل الجيش التركي وحلفاؤه من مقاتلي المعارضة السورية المدينة أن تركيا قللت بشكل كبير التهديدات على حدودها بعد السيطرة على عفرين.

وتابع أن أنقرة جمعت \"معظم\" الأسلحة التي زودت بها الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد بعد أن تركها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية وراءهم عند فرارهم من المدينة.

وتسببت المعارك في عفرين، الجيب الذي كان يوما يحظى بالاستقرار، في فتح جبهة جديدة في الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا وأوضحت الدور المتنامي للقوى الأجنبية مثل تركيا في الصراع الدائر منذ أكثر من سبع سنوات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 150 ألف شخص نزحوا عن المدينة خلال الأيام القليلة الماضية في حين واصلت تركيا حملتها رغم دعوات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لهدنة مدتها 30 يوما في أنحاء سوريا.

واعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاثنين في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن \"قلقه الشديد\" ازاء الوضع في عفرين والغوطة الشرقية في سوريا.

وقال الاليزيه في بيان \"بخصوص سوريا، عبر رئيس الجمهورية عن قلقه الشديد ازاء الوضع في منطقة عفرين وكذلك في الغوطة الشرقية، ودعا روسيا إلى بذل أقصى جهودها لكي تتوقف المعارك والخسائر في صفوف المدنيين\".