دمشق تدفع لحل تفاوضي في الغوطة تحت الضغط العسكري

مكاسب ميدانية كبيرة

دمشق - قال وزير سوري الاثنين إن بعض مسلحي المعارضة في الغوطة الشرقية قد يوافقون قريبا على الانسحاب من جيب تسيطر عليه المعارضة أو قبول حكم الدولة السورية بعد تحقيق الجيش مكاسب كبيرة في المنطقة.

وقسمت قوات الحكومة السورية الغوطة الشرقية إلى ثلاث مناطق منفصلة في هجوم بدأته قبل نحو شهر لسحق آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق مما سيكبد مسلحي المعارضة أكبر هزيمة لهم منذ عام 2016.

وتعرض دمشق وحليفتها روسيا على مسلحي المعارضة في الغوطة الشرقية بنود اتفاق مماثلة للتي عرضت في اتفاقات في مناطق أخرى من البلاد استعادت الحكومة السيطرة عليها، وهي خروج آمن لمن يوافق على تسليم المنطقة أو اتفاق مصالحة مع من يرغبون في البقاء تحت سلطة الحكومة.

وقال علي حيدر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية المسؤول عن إبرام مثل تلك الاتفاقات في مقابلة إن مسلحي المعارضة في جيب مركزه مدينة حرستا، أحد جيوب المعارضة الثلاثة في الغوطة الشرقية، ربما يكونون مستعدين لإبرام مثل هذا الاتفاق.

وقال حيدر إن هناك اتصالات مع مسلحي المعارضة في الغوطة. وأضاف \"إلى حد ما هناك نتائج.. إلى حد ما مقبولة في جزء من الملف... ممكن في حرستا يكون في إنجاز خلال الفترة القادمة. أنا لا ألتزم بمواقيت محددة لأن المسألة مرتبطة بقبول المسلحين للخروج أو تسوية أوضاعهم ودخول الجيش إلى تلك المنطقة\".

وتابع قائلا \"ما بقي من الغوطة أظن أنه قابل للحديث، في إنجاز مصالحات على مستوى ما\".

ويتواصل القصف الجوي والصاروخي من قبل قوات النظام الاثنين، في مدينة دوما التي شهدت هدوءا لمدة أسبوع أدخلت خلاله مساعدات إنسانية إلى المدينة.

وأحصى المرصد مقتل 20 مدنياً في أقل من 24 ساعة في مدينة دوما، بالإضافة إلى 14 آخرين في بلدات أخرى.

ومنذ 18 شباط/فبراير، تسبب الهجوم بمقتل أكثر من 1420 مدنياً بينهم 281 طفلاً.

وأورد التلفزيون السوري الرسمي الاثنين أن الجيش يواصل تقدمه في الغوطة التي زارها الرئيس السوري بشار الأسد الذي شكر الجنود على \"إنقاذ\" العاصمة، وفق ما نشرت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد.

وبدا الأسد في مقاطع فيديو وهو يرتدي نظارة شمسية ويقود سيارته من طراز هوندا بنفسه، ويذكر في أحد الفيديوهات المنشورة اسم كل منطقة مرّ فيها من دمشق وصلا إلى جسرين التي سيطرت قواته عليها مؤخراً.

وقال الأسد إن هدف المجموعات المسلحة كان \"خنق مدينة دمشق\"، مؤكداً أن \"شريان الحياة، الدم، الأوكسجين بدأ يسير من أول وجديد في البلد\".

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين مقتل \"أم وابنتها\" جراء قذيفة للفصائل المعارضة طالت أحد أحياء دمشق.

وعلى وقع القصف والمعارك الاثنين، يتواصل النزوح من بلدات في جنوب الغوطة إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام.

وقدّر المرصد السوري عدد الفارين الاثنين بأكثر من أربعة آلاف مدني، ما يرفع عدد النازحين من الغوطة إلى نحو 70 ألف مدني منذ الخميس.