الأمير محمد في واشنطن في جولة يهيمن عليها الاقتصاد وإيران

زيارة تاريخية تكتسي أهمية سياسية واقتصادية

الرياض - توجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الاثنين لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعماء أعمال في أول زيارة له لأقرب حليف غربي للرياض منذ أصبح وليا للعهد.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير محمد (32 عاما)، الذي بدأ إصلاحات لتحديث المملكة المحافظة، سيناقش خلال زيارته "العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك". ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل.

وزار الأمير الشاب بريطانيا في وقت سابق هذا الشهر في أول جولة خارجية له منذ صعوده في إطار مساعيه لإقناع الحلفاء الغربيين بإصلاحات وصفها بأنها علاج بالصدمة جعلت بلاده، أكبر منتج للنفط في العالم، مكانا أفضل للاستثمار ومجتمعا أكثر تسامحا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز الأسبوع الماضي إن الأمير محمد سيجتمع مع ترامب الثلاثاء في البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن يزور الأمير نيويورك وبوسطن وهيوستون وسان فرانسيسكو لعقد اجتماعات مع زعماء في عالمي الأعمال والصناعة بهدف اجتذاب استثمارات ومن المتوقع أيضا أن ينضم عشرات من الرؤساء التنفيذيين السعوديين إليه في مساعي خلق فرص الاستثمار في المملكة.

وسيراقب المستثمرون أي زيارة لبورصة نيويورك وسط تقديرات أن تطرح شركة أرامكو السعودية خمسة بالمئة من أسهمها في البورصة في وقت لاحق هذا العام في عملية ربما تحقق ربحا كبيرا.

ونال الأمير محمد تأييد الغرب في مساعيه لمحاولة تقليص اعتماد المملكة على النفط والتصدي للفساد المستشري وتغيير اجتماعي واسع في المجتمع المحافظ.

لكن شدة الحملة على الفساد التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بعد أن أصبح الأمير محمد وليا للعهد والسرية التي أحاطت بها أثارت قلق بعض المستثمرين.

إلا أن نتيجة الحملة هدأت تلك المخاوف وأثبت ترسيخ المملكة لمبدأ الشفافية وعززت الثقة في مناخ الاستثمار بالسوق السعودية.

ومن المرجح أيضا أن يكرر الأمير محمد لواشنطن موقف بلاده بأن إيران غريمة السعودية في المنطقة ينبغي ألا تكون محل ثقة بسبب برنامجها النووي.

وكان ترامب قد اتخذ موقفا حازما تجاه إيران حيث أعاد تسليط الضوء على الثغرات في الاتفاق النووي ودفع بقوة نحو تعديله، ملوحا بانسحاب واشنطن من الاتفاق.

وبموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته قوى عالمية بينها الولايات المتحدة مع إيران في 2015، قلصت طهران أنشطة تخصيب اليوارنيوم مقابل رفع عقوبات دولية.