الأمير محمد يؤسس لشراكة أوثق مع واشنطن في مواجهة إيران

الملفات الاقليمية ضمن مباحثات ترامب والأمير محمد

واشنطن - ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التوتر مع إيران والحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن والتي تعرضت لانتقادات في الكونغرس أثناء اجتماعهما الثلاثاء.

والمحادثات التي جرت في البيت الأبيض جزء من أول زيارة للأمير محمد إلى الولايات المتحدة منذ أن أصبح وليا للعهد في يونيو/حزيران.

ورغم أن الأمير محمد (32 عاما) نال استحسان الغرب لسعيه لتخفيف اعتماد السعودية على النفط والتصدي للفساد المزمن وإصلاح المملكة المحافظة، فإن شدة حملة مكافحة الفساد التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني والسرية التي أحيطت بها أثارت قلق بعض المستثمرين، إلا أن نتائج الحملة أشاعت لاحقا حالة من الاطمئنان في أوساط المستثمرين حيث رسخت مبدأ الشفافية وأظهرت حزما في مواجهة الفساد.

وتشمل رحلة ولي العهد السعودي زيارات لمدن نيويورك وبوسطن وسياتل ولوس انجلس وسان فرانسيسكو وهيوستون.

وأكد ترامب والأمير محمد على قوة العلاقات الأميركية السعودية التي توترت في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وأثارت مرونة أوباما مع إيران وقيادته جهود الاتفاق النووي قلق المملكة الحليف التقليدي للولايات المتحدة.

وقال ترامب الذي كان يجلس جنبا إلى جنب مع الأمير محمد في المكتب البيضاوي \"أصبحنا أصدقاء جيدين جدا خلال فترة قصيرة من الزمن.

وناقش ترامب وولي العهد السعودي في محادثات في البيت الأبيض اتفاقا جرى التوصل إليه العام الماضي بشأن استثمارات سعودية مع الولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار بما يشمل مشتريات عتاد عسكري ضخمة من أميركا.

وقال ترامب إن المبيعات العسكرية أسهمت في خلق 40 ألف وظيفة للأميركيين.

وقال ترامب للصحفيين خلال جلسة تصوير مع ولي العهد السعودي \"العلاقة الآن ربما هي في أفضل أحوالها ولن تشهد على الأرجح سوى المزيد من التحسن. هناك استثمارات هائلة في بلادنا وهذا يعني فرص عمل لعمالنا\".

وأشاد الأمير محمد في حديث نادر باللغة الإنكليزية علنا بالتحالف الأميركي السعودي.

ويريد كل من ترامب وولي العهد السعودي تقييد نفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط. ووصفت السعودية الاثنين الاتفاق النووي الإيراني بأنه \"اتفاق معيب\"، فيما أوضح الرئيس الأميركي أنه يعتزم الخروج من الاتفاق ما لم يتم إدخال تعديلات عليه. وقال \"سنرى ما سيحدث\".

وأضاف \"لكن إيران لا تتعامل مع هذا الجزء من العالم أو مع العالم نفسه بشكل مناسب. هناك الكثير من الأشياء السيئة تحدث في إيران. الصفقة ستظهر خلال شهر وسنرى ما سيحدث\".

وقد اتفق ترامب والأمير الشاب على مخاوفهما بشأن النشاط العسكري الايراني وقضية السلام في الشرق الأوسط والتخفيف من قوانين السعودية المحافظة بشدة، كما اجتمعا على حبهما للاستثمارات عالية التكلفة.

وقال ترامب \"السعودية بلد ثري جدا ونأمل أن تعطي الولايات المتحدة بعضا من ثروتها على شكل وظائف وعلى شكل شراء أفضل معدات عسكرية في العالم\".

ومن المقرر أيضا أن يتناول الأمير محمد العشاء مع جاريد كوشنر مستشار ترامب وزوج ابنته، إلى جانب جيسون جرينبلات وهما الرجلان في إدارة ترامب اللذان يشرفان على جهود السلام في الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد السعودي مع أعضاء في الكونغرس الأميركي الذين انتقد بعضهم الحملة السعودية في اليمن وهم أقلية.

وأشاد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل بالمملكة وانتقد في الوقت ذاته قرارا ضد التدخل الأميركي في الصراع في اليمن من المقرر طرحه للتصويت في وقت لاحق الثلاثاء.

وقال السناتور بيرني ساندرز، أحد رعاة القرار، إن الولايات المتحدة وهي مورد رئيسي للأسلحة إلى السعودية وتقدم الدعم الاستخباراتي واللوجستي للسعوديين في اليمن، يجب ألا تشارك في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.

ويقاتل التحالف الذي تقوده السعودية الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين ينفون تلقي أي مساعدة من طهران ويقولون إنهم يخوضون ثورة ضد سياسيين فاسدين وقوى خليجية تابعة للغرب.

ومن المرجح أيضا مناقشة الخلاف بين السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى خلال الاجتماع.

ويقول مسؤولون أميركيون كبار إن ترامب يريد تسوية النزاع على الرغم من أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وصف القضية بأنها \"قضية صغيرة جدا\".

وواشنطن هي المحطة الأولى في زيارة الأمير محمد للولايات المتحدة، حيث سيجتمع مع رجال الأعمال والصناعة في الولايات المتحدة سعيا لاجتذاب استثمارات. وتحرص إدارة ترامب على توقيع صفقات بمليارات الدولارات لصالح الشركات الأميركية.