اقالة تيلرسون بددت مطامع تركية بالسيطرة على منبج دون قتال

انتشار قوات أميركية في منبج يمنع توسع تركيا شرقا

أنقرة - قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأربعاء، إن تركيا والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهم وليس لاتفاق كامل بشأن تحقيق الاستقرار في مدينة منبج ومناطق أخرى في شمال سوريا الخاضع لسيطرة الأكراد.

وكان الوزير التركي يشير على الأرجح إلى مباحثات سابقة أجرتها أنقرة مع وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون قبل اقالته وهي مباحثات شملت اقتراحا تركيا بنشر قوات مشتركة أميركية تركية في منبج مقابل اخراج المقاتلين الأكراد من المدينة.

وتنشر الولايات المتحدة وحدات قتالية في منبج لحماية قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري وذلك لحماية تلك القوات من هجمات محتملة لتنظيم الدولة الاسلامية وللحيلولة دون تمدد فصائل سورية تدعمها أنقرة إلى المنطقة الواقعة شرق مدينة عفرين التي سقطت في الفترة الأخيرة بيد القوات التركية.

وكانت القوات التركية التي تشن منذ أكثر من شهرين حملة عسكرية في شمال سوريا تحت اسم غصن الزيتون قد اقتحمت الأحد مدينة عفرين التي كانت خاضعة لسيطرة الأكراد.

وهددت تركيا مرارا بتوسيع عملياتها أبعد نحو الشرق إلى مدينة منبج حيث تتمركز قوات أميركية.

ويهدد توسيع عملية الجيش التركي إلى مناطق أكبر بكثير في الشرق خاضعة لسيطرة الأكراد، وهو ما تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفعله، بوقوع مواجهة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. والبلدان على خلاف بشأن السياسة الأميركية في سوريا وقضايا أخرى.

ونفى تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة التقارير الإعلامية التي قالت إن أنقرة وواشنطن توصلتا لاتفاق بشأن مصير منبج الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرقي عفرين.

وأضاف "قلنا إننا توصلنا إلى تفاهم يتعلق بالأساس بتحقيق الاستقرار في منبج بسوريا وفي الشرق من نهر الفرات. قلنا إننا توصلنا إلى تفاهم وليس لاتفاق".

وتابع موضحا أن أنقرة سعت للاتفاق مع واشنطن بشأن من سيؤمن منبج بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية، من المنطقة، مضيفا أن الانسحاب من منبج فقط لن يكون كافيا.

وقال "ستنسحب وحدات حماية الشعب الكردية من هذه المناطق، من منبج على سبيل المثال. وسنعمل معا (أي مع القوات الأميركية) لتأمين هذه المناطق".

وقال الوزير التركي أيضا "منبج بالتأكيد ليست كافية. أولا ستغادر وحدات حماية الشعب الكردية منبج وسيديرها أهلها. سيتم ضمان أمن المنطقة. سنطبق نموذج منبج على مناطق أخرى خاضعة أيضا للوحدات".

وتعتبر تركيا الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن حملة تمرد منذ ثلاثة عقود على الدولة التركية. وغضبت أنقرة بسبب الدعم الذي قدمته واشنطن للمقاتلين السوريين الأكراد.

وتسبب ذلك في أزمة بين البلدين، فيما اضطلع وزير الخارجية الأميركي المقال ريكس تيلرسون بدور قيادي خلال الأسابيع القليلة الماضية لحل الخلاف، متعهدا خلال زيارة لتركيا الشهر الماضي بإيجاد حل في ما يتعلق بمنبج.

وقالت تركيا إن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإقالة تيلرسون قد يؤخر الاتفاق المحتمل بين البلدين.