ادانة ألمانية للهجوم التركي على عفرين تنذر بتوتر جديد مع أنقرة

العملية التركية أنتجت أزمة انسانية حادة في شمال سوريا

برلين - انتقدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الأربعاء بشدة الهجوم العسكري التركي على المقاتلين الأكراد في عفرين، المنطقة الكردية الواقعة في شمال سوريا والتي سيطرت عليها تركيا إثر هجوم مثير للجدل.

وتأتي انتقادات ميركل لتركيا فيما يسعى الطرفان إلى تحسين العلاقات بعد توترات وأزمة دبلوماسية بين البلدين.

وقالت ميركل أمام البرلمان "رغم كل المصالح الأمنية التركية المشروعة، إلا أن ما يحدث في عفرين غير مقبول حيث يُضطهد الالاف ويموتون أو يجبرون على الفرار"، مضيفة "نحن ندين ذلك بأشد العبارات".

ومن المتوقع أن يثير الموقف الألماني غضب تركيا التي ترفض بشدة أي انتقادات غربية لتحركها العسكري في سوريا، متذرعة دائما بأنها تشن حملة لحماية أمنها من الإرهابيين على تخومها، في اشارة إلى الوحدات الكردية وإلى تنظيمات متطرفة مثل الدولة الاسلامية.

وسيطرت القوات التركية والفصائل الموالية لها الأحد على مدينة عفرين في هزيمة لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا "ارهابية" وتتهمها بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا داخل تركيا منذ ثلاثة عقود.

إلا أن واشنطن والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية دعم تلك الوحدات في حملتها لإخراج التنظيم المتطرف من سوريا، لكن التحالف لزم الصمت ازاء العملية العسكرية التركية، ما غذى شعور أكراد سوريا بأنه تم خذلانهم والتخلي عنهم بعد أن الحاقهم هزيمة كبرى بتنظيم الدولة الاسلامية.

وفي كلمة تناولت خلالها العديد من القضايا حول أولويات حكومتها الجديدة، دافعت ميركل بقوة عن قرارها استقبال أكثر من مليون طالب لجوء منذ 2015، معظمهم من سوريا.

وقالت إن النزاع يحتاج إلى حل "سياسي" واستجابة انسانية، محذرة من أن الهجمات الحالية تزيد من تفاقم الوضع الوخيم الحالي للمدنيين في سوريا.

وأضافت "الان نرى أمورا فظيعة تحدث مع قصف الغوطة الشرقية على سبيل المثال".

وقالت "نحن ندين عمليات القصف هذه التي ينفذها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد على مدرسة على سبيل المثال، بأشد العبارات. كما أننا ندين كذلك روسيا التي تقف متفرجة". والاثنين قتل 15 طفلا وامرأتين في غارة جوية على مدرسة في الغوطة الشرقية حيث كانوا يحتمون في طابق التسوية.