السيسي ينفي أي دور له في استبعاد منافسين من سباق الرئاسة

طريق السيسي للرئاسة تبدو سالكة

القاهرة - دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء المصريين إلى المشاركة في الانتخابات التي تجرى الأسبوع المقبل ليثبوا للعالم أن مصر "يحكمها شعبها"، غداة نفيه أي دور له في استبعاد منافسين محتملين.

ويخوض السيسي الانتخابات الرئاسية التي تجرى بين 26 و28 مارس/اذار أمام منافس لا يشكل تحديا حقيقيا له بعد أن تم استبعاد المرشحين المحتملين الذين يتمتعون بثقل سياسي.

وقال الرئيس المصري خلال لقاء بمناسبة عيد الأم الذي يتم الاحتفال به في مصر سنويا في 21 مارس/اذار، إنه يريد أن "تنزل الناس كلها (للمشاركة في الاقتراع) حتى لو قالوا لا" لاستمراره في الرئاسة التي تولاها في 2014 بعد قرابة عام من عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي عندما كان (السيسي) وزيرا للدفاع، اثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله.

وأضاف "لو نزل شعب مصر وقال لا فهذا أمر عظيم وينفذ فورا". واستطرد قائلا، "نريد أن نعطي المثل ونؤكد للعالم أن هذا البلد يحكمه شعبه، كيف سنؤكد ذلك إلا بأن ينزل الشعب ويقول نحن موجودون والدنيا كلها ترانا ونقول نحن نفعل ما نريد وما نقرره يتم تنفيذه".

لكن معارضوه يتهمونه بقمع المعارضة، فيما اثار توقيف رئيس الأركان السابق الفريق سامي عنان بعد أيام من اعلانه عزمه خوض سباق الرئاسة جدلا واعتبره البعض قرار الايقاف اقصاء لعنان من سباق الرئاسة.

وقال الجيش إن عنان وهو ضابط تحت الاستدعاء خرق القوانين والقواعد العسكرية بإعلانه ترشحه قبل انهاء علاقته بالقوات المسلحة.

ولا يتمتع رئيس الأركان السابق بشعبية واسعة ولا يمثل أي ثقل سياسي يزعج السيسي، ما يعني أن استبعاده من سباق الرئاسة ليس لأسباب سياسية.

كما تراجع رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق والمرشح السابق لانتخابات الرئاسة عن قرار خوض المعركة الانتخابية.

وعدل آخرون أيضا عن فكرة الترشح في ظل وجود منافس قوي مثل السيسي الذي يحظى بشعبية واسعة، فيما يأمل المصريون أن يواصل الحرب على الإرهاب وبرنامجه للاصلاح الاقتصادي.

وأكد السيسي في مقابلة تلفزيونية بثت الثلاثاء أنه لا علاقة له بالحالتين (تراجع شفيق واستبعاد عنان) أو بتراجع أي مرشح آخر عن خوض السباق.

وصدر حكم بحبس ضابط في الجيش ست سنوات بسبب اعلانه نيته الترشح وهو مازال في صفوف القوات المسلحة.

وقال الرئيس المصري "الممارسة الديمقراطية أنتم تتحدثون معي في أمر لا ذنب لي فيه بالمرة".

وتابع "أنا كنت أتمنى أن يكون موجودا معنا منافس واحد أو اثنين أو ثلاثة أو عشرة من أفاضل الناس وأنتم (المصريون) تختارون كما تشاؤون".

وعزا سبب عدم وجود مرشحين متعددين قائلا "إننا (البلد) لسنا جاهزين" بعد.

ويواجه السيسي مرشحا وحيدا هو رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى الذي قرر خوض الانتخابات في اللحظة الأخيرة قبل غلق باب الترشح.

ويقول خصومه إنه يخوض الانتخابات ليجنب السيسي حرج أن يكون المرشح الوحيد في الانتخابات فتبدو كما لو كانت استفتاء.

وفي مؤتمر صحافي عقده في مقر حزب الغد الذي يترأسه، قال موسى الأربعاء إنه يدعو كل أطياف "الشعب المصري إلى النزول والمشاركة في الانتخابات"، موجها الشكر لأعضاء حزبه وأسرته لدعمهم لحملته الانتخابية .

كما وجه الشكر إلى السيسي قائلا "أؤكد له أن المنافسة هي مبدأ نحترمه جميعا وأنا على يقين من أن المنافسة هي في مصلحة مصرنا الحبيبة".

وتابع "مهما تكن النتائج النهائية، سيكون تقديري لسيادتكم وانجازاتكم مثالا احتذي به في حياتي ومستقبلي".

200 ألف شرطي لتأمين الانتخابات

واستعدادا للاستحقاق الانتخابي، رفعت وزارة الداخلية المصرية حالة التأهب إلى الدرجة القصوى لتأمين الانتخابات بالداخل التي تبدأ الاثنين المقبل ويشارك في تأمينها على مدار 3 أيام، أكثر من 200 ألف رجل أمن.

وقال مصدر أمني في تصريحات صحفية الأربعاء، إن وزير الداخلية مجدى عبدالغفار، وجه كافة القطاعات بإعلان حالة الطوارئ لتأمين وتجهيز أكثر من 11 ألف مركز ومقر انتخابي والتيسير على الناخبين خلال الانتخابات الرئاسية بالتنسيق مع القوات المسلحة.

وأشار إلى أنه تم إلغاء الإجازات للضباط والأفراد لحين الانتهاء من الانتخابات ضمن خطة تأمين تعتمد على الدفع بكفاءات أمنية من أجهزة المعلومات بالأمن الوطني (بمثابة جهاز استخباراتي داخلي)، بهدف إحباط أية مخططات لإفساد الانتخابات.

ووجه وزير الداخلية بتشديد إجراءات التفتيش بالكمائن الحدودية بالمحافظات والارتكازات ونقاط التفتيش الأمنية والمرورية والتدعيم بكاميرات مراقبة وربطها لاسلكيا بغرف عمليات مركزية تعمل طوال الـ24 ساعة بالإضافة لتأمين السجون.

وأوضح أن الخطة الأمنية تتضمن 3 محاور رئيسية: الأول تأمين لجان ومقار التصويت والقضاة المشرفين على الانتخابات والثاني تأمين عملية سير الانتخابات حتى انتهاء مرحلة الفرز والثالث تأمين الشوارع في مرحلة ما بعد إعلان النتائج.

كما تتضمن الخطة نشر كمائن ودوريات ثابتة ومتحركة بالشوارع والميادين والدفع بتشكيلات من قوات الأمن المركزى وقوات من العمليات الخاصة وعناصر من قوات التدخل السريع والحماية المدنية عبر أكثر من 200 ألف من ضباط وأفراد وجنود.

وأجريت الانتخابات الرئاسية في الخارج بين يومي 16 و18 مارس/آذار ومن المقرر إجراؤها داخل مصر أيام 26 و27 و28 من الشهر نفسه.

ويسعى السيسي إلى فترة رئاسية ثانية من 4 سنوات مع منافسه رئيس حزب الغد (ليبرالي) موسى مصطفى موسى دون وجود لمرشحين معارضين أو منافسين بارزين بسبب انسحابات سابقة من السباق الرئاسي.