دمشق ترسل تعزيزات عسكرية لمهاجمة الجهاديين بمخيم اليرموك

التحرك العسكري يأتي بعد السيطرة على الغوطة الشرقية

بيروت - بعد استعادة الغوطة الشرقية، تتوجه أنظار قوات النظام السوري إلى أحياء في جنوب دمشق لا يزال يتواجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية، أبرزها مخيم اليرموك، ما يمهد الطريق أمامها للسيطرة على كامل العاصمة.

وتسعى قوات النظام حاليا وبعد عدة انتصارات حققتها بدعم روسي، إلى ضمان أمن دمشق بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.

وأرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى محيط الأحياء الجنوبية تمهيدا لعمل عسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن \"المقاتلين الفلسطينيين سيكونون في مقدمة أي هجوم عسكري ضد مخيم اليرموك\".

ومن شأن طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الأحياء الجنوبية أن يتيح للجيش السوري بسط سيطرته على كامل دمشق للمرة الأولى منذ 2012.

وشهدت دمشق في 2011 أولى التظاهرات ضد النظام السوري وسرعان ما جرى قمعها.

ومع تحول الاحتجاجات إلى نزاع مسلح في 2012، وصلت المعارك إلى العاصمة وتمكنت الفصائل المعارضة من السيطرة على أحياء في جنوبها وشرقها.

وخلال العامين 2017 و2018 واثر اتفاقات إجلاء أتت بعد حملات عسكرية، انسحب المقاتلون المعارضون من الأحياء الشرقية.

ولم يبق سوى مئات العناصر من تنظيم الدولة الإسلامية يسيطرون على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وأجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن وحي القدم.

واستغل التنظيم المتطرف الشهر الماضي انشغال قوات النظام بالغوطة الشرقية ليسيطر على حي القدم بعد انسحاب مقاتلي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) منه ومن مخيم اليرموك المجاور.

ويعد اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا. وكان يأوي قبل الحرب 160 ألف شخص بينهم سوريون.

في سبتمبر/أيلول 2012، شهد المخيم معارك ضارية بين فصائل معارضة وقوات النظام، وانقسمت المجموعات الفلسطينية بينهما.

وأدت المعارك إلى موجة نزوح ضخمة وانتشرت وقتها صور تظهر حشودا كبيرة تخرج سيرا على الأقدام بين الأبنية المدمرة ولا تزال تعتبر من أكثر الصور تعبيرا عن مآسي المدنيين في النزاع.

وتحدثت الأمم المتحدة عن فرار 140 ألف فلسطيني وآلاف السوريين من المخيم.

واثر تلك المعارك، سيطرت الفصائل المعارضة على المخيم وفرضت قوات النظام حصارا عليه أدى إلى أزمة إنسانية حادة طالت آلاف المتبقين فيه.

وفي العام 2015 شنّ تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على المخيم وطرد الفصائل المعارضة وأحكم سيطرته على الجزء الأكبر منه، فيما سيطرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وقتها) على أجزاء أخرى.

وتتواجد قوات النظام وفصائل فلسطينية موالية لها في جزء صغير.

وأدى دخول التنظيم المتطرف إلى موجة نزوح جديدة، وفرّ السكان بشكل أساسي إلى بلدات قريبة في جنوب دمشق بينها يلدا وبيت سحم.

وتقوم منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بين الحين والآخر بإيصال مساعدات إلى تلك المناطق التي تسيطر عليها فصائل معارضة.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الانسان بالمئات أعداد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق. وانسحب مقاتلو هيئة تحرير الشام من اليرموك في اطار اتفاقات الإجلاء خلال الأسبوعين الأخيرين من الغوطة الشرقية المحاذية.