لجنة تقصي حقائق الكيماوي السوري تبدأ مهمة صعبة في دوما

وضع معقد يُصعب مهمة البعثة الأممية

دمشق - تبدأ بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأحد عملها في مدينة دوما، للتحقيق في تقارير عن هجوم كيميائي مفترض اتهمت دمشق بتنفيذه.

لكن البعثة الأممية تواجه مهمة صعبة في سوريا بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسية نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية. وتتعلق المخاطر أيضا باحتمال العبث بالأدلة في موقع الهجوم المفترض في دوما التي دخلتها قوات شرطة روسية وسورية.

ويقول رالف تراب عضو ومستشار بعثة سابقة للمنظمة إلى سوريا، إن إزالة الأدلة من الموقع هي \"احتمال يجب أخذه دائما بعين الاعتبار وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما إذا كان قد تم العبث بموقع الحادث\".

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من شنّ دول غربية ضربات غير مسبوقة ضد أهداف عسكرية للنظام قرب العاصمة وفي وسط سوريا.

وبعد ساعات من توجيه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضربات دمرت ثلاثة مواقع يشتبه أنها مرتبطة ببرنامج السلاح الكيميائي السوري، تقدّمت الدول الثلاث بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يتضمن إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية.

وفيما أشادت واشنطن بالضربات معتبرة أنها حققت \"أفضل\" نتيجة ممكنة، قللت كل من السلطات السورية وفصائل المعارضة من تداعياتها، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن المواقع المستهدفة تم اخلاؤها قبل الضربات.

وبعد ساعات من هذه الضربات، أعلنت منظمة حظر الأسلحة على موقع تويتر وصول فريق تقصي حقائق إلى دمشق ظهر السبت تمهيدا للتحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض في دوما الذي أدى إلى مقتل أربعين شخصا، وفق مسعفين وأطباء محليين. واتهمت الدول الغربية دمشق بارتكابه باستخدام غازي الكلور والسارين.

وقال معاون وزير الخارجية السورية أيمن سوسان \"وصلت لجنة تقصي الحقائق أمس (السبت) إلى دمشق ومن المقرر أن تذهب اليوم (الأحد) إلى مدينة دوما لمباشرة عملها\".

وقال \"سندعها تقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط\"، مضيفا أن \"ما سيصدر عنها سيكذب الادعاءات\" بحق بلاده التي نفت مع حليفتيها موسكو وطهران استخدام السلاح الكيميائي.

وطوال سنوات النزاع السوري، نفت دمشق استخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكدة أنها دمرت ترسانتها في 2013 بموجب قرار أميركي روسي، ما جنبها ضربة كانت تهدد بها واشنطن اثر اتهامها بهجوم كيميائي أودى بحياة المئات قرب دمشق.

وكان من المقرر وصول البعثة على دفعتين الخميس والجمعة وتأخر وصولها حتى السبت.

وتعهدت المنظمة في بيان السبت بأن يواصل فريقها \"مهمته في الجمهورية العربية السورية لإثبات الحقائق حول ادعاءات باستخدام أسلحة كيميائية في دوما\" رغم الضربات الغربية.

وبعد ساعات من الضربات الغربية، أعلنت دمشق سيطرتها بالكامل على الغوطة الشرقية بعد اجلاء آخر مقاتلي جيش الاسلام من دوما بموجب هجوم عنيف بدأته في 18 فبراير/شباط وتسبب وفق المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 1700 مدني.

وقال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله الأحد إن الضربات الغربية على سوريا أخفقت في تحقيق أي من أهدافها ولم تهز معنويات الجيش أو الشعب السوري ولم تساعد مقاتلي المعارضة.

وأضافت الجماعة اللبنانية الشيعية المدعومة من إيران والتي تقاتل في سوريا دعما للنظام السوري، أن الجيش الأميركي أبقى ضرباته محدودة لأنه يعلم أن شن هجوم أوسع سيدفع دمشق وحلفاءها للرد وسيلهب المنطقة.

وأشادت افتتاحيات الصحف السورية الأحد بتصدي الدفاعات الجوية السورية لما وصفته بـ\"العدوان الثلاثي\" بعدما أعلنت قيادة الجيش أنها تصدت لنحو \"مئة وعشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها وأسقطت معظمها\".

وكتبت صحيفة الوطن \"خرجت دمشق من العدوان الثلاثي عليها أكثر قوة، وبات الرئيس الأسد اليوم أكثر من أي وقت مضى، زعيما عربيا وأمميا\".

مشروع قرار مشترك

وتقدمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بمشروع قرار مشترك إلى مجلس الأمن يدعو إلى إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية وكذلك إيصال المساعدات الانسانية وبدء محادثات سلام سورية برعاية الأمم المتحدة.

وتشير هذه الخطوة إلى سعي الغرب للعودة إلى المساعي الدبلوماسية بعد الضربات. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح مشروع قرار داخل مجلس الأمن يجمع الجوانب الكيميائية والإنسانية والسياسية للنزاع السوري المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.

وقالت مصادر دبلوماسية إن المفاوضات حول النص يفترض أن تبدأ الاثنين. ولم يتم حتى الآن تحديد موعد للتصويت.