العميمي يقف عند 'إشارة لا تلفت الانتباه'

آخر الأحياء

أبوظبي ـ كم من الإشارات التي تمرّ بنا في حياتنا دون أن يلتفت إليها أحد؟

من هذا السؤال يخوض الروائي والقاص الإماراتي سُلطان العَميمي تجربته الكتابية الجديدة في مجموعته القصصية التي حملت عنوان «إشارة لا تلفت الانتباه»، وهي مجموعته الرابعة في عالم القصة القصيرة، الذي يفضل أن يحلّق في آفاقه بأفكاره التي تجمع بين الغرائبية والفانتازيا والمفارقة.

وتضم المجموعة الجديدة للعميمي عشرين قصة قصيرة، من عناوينها: ""إشارة لا تلفت الانتباه"، "هزيمة"، "آخر الأحياء"، "موقف"، "حياة"، "ندم"، "انبثاق"، "فكرة"، "السابعة صباحا/العمارة 12"، "نسيان"، "محتويات"، "قبعة وساحر"، "اختراق"، إضافة إلى متتالية قصصية في آخر المجموعة جاءت مستقلة تحت عنوان "وجبات" وضمت خمسة نصوص.

أما قصة "إشارة لا تلفت الانتباه" التي حملت المجموعة عنوانها، فيحضر فيها المؤلف باسمه الصريح بطلاً في الحادثة التي مرّت به، في نصّ ينفتح على نفسه بشكل غرائبي.

يقول المؤلف في بداية هذه القصة التي جعلها مادةً لظهر الغلاف:

"عادت الاتصالات القادمة من إحدى الدول الإفريقية لإزعاجي من جديد بعد انقطاعها لمدة طويلة. المرة الوحيدة التي أجبتُ فيها على اتصال من هناك، كان من باب الفضول قبل سنة. وتحديداً في شهر رمضان. نطق يومها المتصل بصوته الأجش مستفسراً:

- سلطان؟

- أجبته: أي سلطان؟

- سلطان العميمي.

- نعم، من معي؟

- معك أخوك عبدالحقّ السنغالي".

كان يتحدث الفصحى. أجبته:

- تفضل يا عبدالحقّ.

- حلمت برقمك ليلة البارحة. أعطانيه شيخ كبير في السن، زارني في المنام وأمدّني باسمك وطلب مني الاتصال بك لأخبرك بوجود كنز مدفون تحت بيتك".

وليس ببعيد عن أجواء هذه القصة، قصة "قبعة وساحر" التي يدخل المؤلف فيها عوالم العلاقة بين الكاتب وشخصيات أعماله القصصية. الأمر الذي ينطبق أيضاً على قصة "فكرة" التي يستعيد فيها الكاتب شخصية من إحدى قصص مجموعته القصصية الأولى، في محاولة من تلك الشخصية لإكمال دورها الذي ترى بأنه لم ينتهِ بعد.

وقد تراوحت قصص هذه المجموعة بين الطويلة والمتوسطة والمكثفة جداً، إلا أن الأخيرة جاء عددها قليلاً هذه المرة، على خلاف المجموعات القصصية السابقة للمؤلف.

وصدرت المجموعة القصصية الجديدة عن كل من "ثقافة للنشر والتوزيع" في الإمارات، والدار العربية للعلوم ناشرون.

يذكر أنه صدرت للعميمي ثلاث مجموعات قصصية سابقة هي "الصفحة 79 من مذكراتي"، و"تفاحة الدخول إلى الجنة"، و"غربان أنيقة".

كما صدرت له روايتان هما "ص. ب 1003"، و"غرفة واحدة لا تكفي" التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية للرواية 2016، وكانت أول رواية إماراتية تصل إلى قائمة الترشيح الطويلة للبوكر العربية.