أنفاق وجواسيس لتسفير التونسيين إلى مناطق القتال

دخول 400 جاسوس الى تونس

تونس - يتواصل الجدل في تونس حول ملف تسفير الشباب إبان ثورة يناير 2011 إلى مناطق القتال وتحديدا إلى ليبيا وسوريا والعراق.

وتُوجه الأحزاب الحداثية والتقدمية في تونس منذ عام منذ عام 2012 أصابع الاتهام لفترة حكم \" الترويكا \" التي قادها الرئيس السابق المنصف المرزوقي وحليفته حركة النهضة الاسلامية بالضلوع في تسهيل تسفير الشباب التونسي الى مناطق القتال.

وبنفس الحدة يستمر الجدل في الساحة السياسية التونسية حول العديد من الملفات الأخرى المتهمة فيها حكومات \"الترويكا\" ومنها سيطرة حركة النهضة على الأجهزة الأمينة إلى جانب فتح الباب للعديد من المخابرات الأجنبية لكي ترتع على أرض البلاد.

الجديد في الملف جاء على لسان كاتب عام نقابة الأمن الجمهوري محمد علي الرزقي الذي أكّد انه تم الكشف مؤخرا عن نفق يتجاوز طوله 70 كلم بين تونس وليبيا.

وأكّد أنه تم تحضيره سابقا لدخول عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومغادرة التونسيين إلى مناطق القتال وربما العودة منه إلى أرض الوطن بحسب قوله.

وأكد الرزقي الاثنين خلال جلسة إستماع له أمام لجنة التحقيق البرلمانية حول شبكات التجنيد المتورطة في تسفير الشباب التونسي إلى مناطق القتال وجود أنفاق أخرى على الشريط الحدودي بين تونس وليبيا وتونس والجزائر.

وصرح بأن 400 جاسوس دخلوا التراب التونسي، خاصة خلال فترة حكم الترويكا (أعوام 2012 و2013 و2014)، بالإضافة إلى 72 داعية حلوا بتونس من بينهم 9 صادرة في شأنهم قرارات منع دخول تونس منذ عهد الرئيس الأسبق الحبيبي بورقيبة.

وبين أنه \" تم سنة 2012 إتلاف جميع الوثائق التي بحوزة وزارة الداخلية، والمتعلقة بدخول أجانب إلى تونس وخاصة الممنوعين منهم \".

وتم خلال جلسة الاستماع، عرض فيديو قال بشأنه الرزقي، إنه يتضمن صورا وشهادات لأحداث ووقائع جدت بتونس في تلك الفترة، ومنها ما تم اكتشافه بناء على معلومات أمنية دقيقية، تتعلق جميعها بظاهرتي الإرهاب والفساد اللتين سادتا خاصة من خلال التغرير بالشباب التونسي للتوجه إلى مناطق القتال حسب تعبيره.

وأقر الرزقي، بأن في مسألة التسفير \" جوانب مظلمة جدا، وأن الموضوع قد تشعب كثيرا \'، مؤكدا تورط بعض الأمنيين ومنهم إطارات في وزارة الداخلية في ما يسمى بـ \"الأمن الموازي \" الذي ساهم في تسفير الشباب الى مناطق النزاع.

الموساد والارهاب

بشأن قضية الجوسسة، أوضح كاتب عام نقابة الامن الجمهوري، أن مؤتمر أصدقاء سوريا الذي أنتظم في تونس سنة 2012، وقبله المسيرات والمظاهرات المساندة لفلسطين في يوم الأرض، إلى جانب إعراب عدد من الشبان التونسيين عن اعتزامهم الالتحاق بالأراضي الفلسطينية، مثل الضوء الأخضر لإمكانية مساندة تحركات الشعوب في عدد من البلدان أو القيام بثورات مشابهة.

وأضاف أن هذه الظروف مهدت الأرضية لدخول 400 جاسوس من بلدان عدة إلى تونس لحماية مصالحها، وفي مقدمتها جهاز الإستخبارات الإسرائيلي \" الموساد \".

وقال ان الموساد \" دخل تونس لتحطيمها والتحكم فيها \"، مبينا أن الجوسسة، قد إنطلقت من المعاهد والكليات بمحاولة رفع علم تنظيم الدولة الاسلامية في كلية الاداب بمحافظة منوبة المتاخمة للعاصمة تونس ثم الانطلاق في تجنيد الشباب من الطلبة.

واعتبر أن أخطر ما حصل في تونس خلال حكم \"الترويكا \" هو إختراق وزارة الداخلية، حيث تكونت النواة الأولى لتدريب الإرهابيين على استعمال السلاح في مطار تونس قرطاج، بعد أن تولت نخبة من أمنيي المطار هذه المهمة في منوبة ومنتزه النحلي وغابات وجبال سجنان.

وأوضح في هذا الصدد، أن عددا من الجمعيات تولت مهمة تجميع الشباب الراغب في التحول إلى أماكن القتال، على غرار جميعة \" الأمل الخيرية \" التي نشطت في مدينة رواد قبل حل نشاطها بنفسهاّ، والتي قال \" إن الرئيس السابق لفرقة حماية الطائرات بمطار تونس قرطاج عبد الكريم العبيدي قام بتأسيسها \".

وأكّد أن هذه الجمعية \" ساهمت في تسفير ما لا يقل عن 500 تونسي إلى مناطق القتال\".

وصرّح الرزقي حول إستهداف معبد الغريبة اليهودي ومحاولة تفجيره سنة 2012، بأنه تم \" التغرير بمجموعة من الطلبة لتنفيذ هذه العملية، وبعد القبض عليهم تم إطلاق سراح جميع المظنون فيهم دون إعلام النيابة العمومية \".

وأفاد في ما يتعلق بجوازات السفر المسلمة للإرهابيين، بأنه \" تمت سرقة نسخة من المنظومة الخاصة بطبع الجوازات ومنظومة الحالة المدنية، وهي موجودة في عدة دول من بينها ليبيا، ومن خلالها يتم منح أو بيع جوازات سفر لمن يرغب في ذلك \".

وأكد تورط قيادات أمنية نافذة في هذه المسألة.

من جهته، أوضح الكاتب العام المساعد لنقابة الأمن الجمهوري حسين السعيدي، أن \" النقابة واكبت كل الوقائع من 2012 إلى 2018 في علاقة بالعمليات الإرهابية ودخول الدعاة إلى تونس وتسفير الشباب والإيقافات والتواطؤات والفساد \".

وأشار إلى أن المعلومات المعروضة أمام اللجنة، تستند إلى تقارير موجودة في وزارة الداخلية من خلال الإيقافات في صفوف الإرهابيين \".

وبين أن \" هذه التقارير تؤكد النوايا في نشر الفكر المتطرف، والتحضير لخلق مناخ كامل لتغيير الدولة والمجتمع إلى ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية، وذلك من خلال إرساء أمن مواز وترويج أنشطة الدعاة والمتطرفين وتوافد الجواسيس، وبداية أعمال العنف والإرهاب لإدخال البلاد في فوضى \".