صوت الحياة يصدح في قلعة حلب الأثرية

مشهد ليس غريبا على سوريا رغم الدمار

حلب (سوريا) - احتضنت قلعة حلب الأثرية في المدينة القديمة عروضاً فلكلورية وفنية ليل الأربعاء وسط مؤثرات ضوئية مبهرة، أعادت لهذا الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي للبشرية رونقه بعد سبع سنوات من الحرب المدمرة.

وغصت مدرجات القلعة بحضور شعبي ورسمي خلال احتفالية "خفق الفؤاد" التي أقيمت برعاية الرئاسة السورية لمناسبة عيد الجلاء الذي تحتفل به سوريا سنوياً في 17 ابريل/نيسان.

وزينت الفعالية الثقافية الفنية رقصات فلكلورية قدمتها الفرقة الشركسية وفرقة كارني للرقص الفلكلوري الحلبي وفرقة شوشي ومسارتار ابارد للرقص الفلكلوري الأرمني.

وتمايلت اجساد الراقصين المحترفين من شبان وشابات على ايقاع الموسيقى التقليدية الخاصة بكل منها.

كذلك صدحت حناجر عدد من الفنانين والمطربين من أبناء حلب بمجموعة من الاغاني الطربية والتراثية والفلكلورية والقدود التي تعبر عن التراث الحلبي الاصيل.

ولم تغب الأوبرا عن هذه الأمسية مع أداء السوبرانو سمية حلاق عرضاً أوبرالياً بمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان.

وتقول شانتال شعراوي (40 عاماً) بعد حضورها الأمسية "هذا المشهد ليس غريباً عن سوريا، رغم كل الدمار والمعارك والموت والقتل والدماء، لكن يجب أن يبقى صوت الحياة هو الحاضر والطاغي على صوت الموت".

وتعد هذه الاحتفالية الثالثة التي تستضيفها قلعة حلب منذ سيطرة الجيش على المدينة بالكامل نهاية العام 2016، لينهي وجود الفصائل المعارضة في الأحياء الشرقية منذ العام 2012.

وشكلت قلعة حلب خطّ تماس أول بين المتحاربين طيلة أربع سنوات، وخلت من الزوّار والفعاليات بعدما تمركز الجيش السوري فيها، وانتشر مقاتلو المعارضة في محيطها. ولم يسلم سورها ومحيطها من الأضرار خلال المعارك.

ورغم وجود عدد كبير من الأبنية المدمرة، لكن محيط القلعة استعاد عافيته جزئياً مع انتهاء عمليات ازالة الركام وزرع الأشجار واعادة افتتاح العديد من المقاهي.

ويعود تاريخ بناء قلعة حلب الى القرن الثالث عشر وتضم مسجدا وقصرا ومباني عدة، وهي تشكل جزءا من مدينة حلب القديمة التي تعد واحدا من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي.