فرنسا تطرد إماما سلفيا جزائريا حرّض على العنف والتطرف

باريس أغلقت مسجد السنّة في 2017 بسبب خطب تحض على التطرف

ستراسبورغ (فرنسا) - وافقت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الخميس على طرد إمام سلفي من أصل جزائري يقيم بمدينة مرسيليا جنوب شرق فرنسا بسبب خطبه المتطرفة، وفق ما علم من المحكمة.

وأوضح بيان للمحكمة أن القرار اتخذ "في ضوء المعلومات التي قدمها الطرفان".

وكان نبيل بودي محامي السلفي الهادي دودي تظلم للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مشيرا إلى خطر تعرض موكله للتعذيب أو "معاملة غير إنسانية أو مهينة" إذا طردته السلطات الفرنسية إلى الجزائر.

وكان قد تم ابلاغ الإمام المعني الثلاثاء بقرار طرده الذي اتخذته وزارة الداخلية بسبب خطبه واتهمته بنشر الكراهية ضد المسيحيين واليهود والمسلمين الشيعة والتحريض على العنف.

لكن المحكمة الأوروبية علقت الثلاثاء تنفيذ قرار الطرد بموجب الفصل 39 من نظامها الذي ينص على إمكانية اتخاذ إجراءات مؤقتة.

ومنحت المحكمة الحكومة الفرنسية 72 ساعة "لجمع المعلومات الاضافية الضرورية لاتخاذ قرار".

وأودع الإمام المعني منذ ذلك التاريخ مركز احتجاز اداري.

وأخذ على إمام مسجد السنّة في مرسيليا البالغ من العمر 63 عاما القاء خطبا شديدة التطرف.

ويتعلق الأمر خصوصا، بحسب طلب الداخلية الفرنسية طرده، "بأعمال استفزازية صريحة ومتعمدة تدعو إلى التمييز والكراهية أو العنف ضد شخص أو مجموعة من الأشخاص" على غرار النساء والشيعة واليهود ومن يزنى.

وفي رأيها المؤيد لطلب الطرد بتاريخ 8 مارس/اذار، رأت لجنة مكونة من قضاة اداريين وقضائيين بمرسيليا أن "تحليل الايديولوجيا التي يروج لها دودي يظهر أنه ينفي الآخر في تفرده وانسانيته".

وأضافت اللجنة "وهو لا يعرفه إلا بالعلاقة بجنسه وانتمائه لعنصر من عدمه ولطائفة من الأشخاص وهو ما يمس المبادئ الأساسية للجمهورية".

وكانت مديرية شرطة منطقة بوش دو رون (جنوب شرق) اتخذت في 11 ديسمبر/كانون الأول 2017 قرارا بغلق مسجد السنّة ستة أشهر.

وأشارت حينها إلى أن قرار إغلاق المسجد الواقع في قلب مدينة مرسيليا بجنوب شرق فرنسا هو بسبب الخطب المتطرفة التي كان يلقيها الإمام السلفي.

وأعلن رئيس الشرطة في أمر الصق على الباب الرئيسي لمسجد السنّة أن هذا المسجد الذي يديره الإمام الهادي دودي "يندرج ضمن الحركة الاسلامية المتطرفة" وأصبح "مرجعا للسلفية".

ومنذ انقضاء مدة حالة الطوارئ في فرنسا في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2017، تم إغلاق مسجدين، فيما لم تعد ثلاثة مساجد أخرى فتح أبوابها، حسب وزارة الداخلية.

وقال رئيس الشرطة في منطقة بوش دي رون، اوليفيه دو مازيير "رغم إدانة الاعتداءات التي حصلت في فرنسا"، إلا أن الخطب التي تلقى في هذا المسجد ويتم بثها أحيانا عبر الانترنت "تشرّع الجهاد المسلح وقتل من يزنى والمرتدّين".

وحضر الإمام الهادي دودي في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي إلى قسم الشرطة، واعترف بأنه "يقف وراء كتابات قد تحّض على الكراهية" وأن "خطابه لم يتغير منذ 2015"، رغم الاعتداءات التي ضربت فرنسا.