'ايرنامبل' ينقض على الصداع النصفي

واشنطن - ابتكر باحثون عقارا جديدا للصداع النصفي يعتبر الأول من نوعه منذ 20 سنة حيث يمكن ان يخفض عدد النوبات لدى مرضى الشقيقة الذين لم تنجح معهم العلاجات الأخرى.

وأظهرت الاختبارات أن أخذ جرعة شهرية من الدواء الذي يسمى \"ايرنامبل\" erenumab أدى إلى خفض أيام المعاناة من الصداع النصفي إلى النصف، لدى ثلث المرضى تقريبا.

وأظهرت النتائج المتوصل إليها في كلية الطب جامعة نيويورك الأميركية – أن الأشخاص الذين عولجوا باستخدام جرعات من الأجسام المضادة كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبا لتخفيض نسب الإصابة بنوبات الصداع النصفي لديهم بنسبة 50% أو أكثر، مقارنة بأولئك الذين لم يعالجوا بها، كما لوحظ أن الأشخاص الذين عولجوا بالأجسام المضادة تراجعت لديهم متوسط الأيام التي يصابوا فيها بنوبات الصداع، وعدد الأيام اللازمة لأخذ الأدوية المضادة للصداع النصفي.

ونجح علماء في تطوير عقار يقلل نوبات الصداع النصفي \"الشقيقة\" إلى النصف، ومن المرتقب أن يكون جاهزا -بحسب صحيفة ذي تايمز البريطانية- بحلول العام المقبل.

ويعاني نصف مليون شخص في بريطانيا صداعا نصفيا مزمنا، وفي حال تناولوا العقار، سيكون ذلك أول دواء مختص في علاج المرض منذ 20 عاما.

وسبق لمن شاركوا في الاختبار أن جربوا دواءين أو 4 أدوية للسيطرة على المرض، لكنهم لم يحققوا نتائج إيجابية.

ويصيب الصداع النصفي 8 ملايين شخص في المملكة المتحدة، غالبهم من النساء، ويعاني نصف مليون منهم نوبات بشكل شبه يومي.

ويرى برندان دافيس، وهو مختص في علم الأعصاب ومستشار لدى جامعة نورث ميدلاندس، إن الدواء بارقة أمل جديدة لمن يعتقدون أنه لم يعد ثمة دواء قادر على تخفيف آلامهم.

وأوضح أن 246 مصابا بالصداع النصفي تلقوا جرعة من الدواء بمقدار 140 ملليغراما، على مدى 12 أسبوعا، وفي نهاية المطاف، لاحظ 30.3 % من المرضى تراجع النوبات التي تصيبهم بواقع النصف تقريبا.

واستطاع متناولو الدواء أن يقوموا بأنشطتهم اليومية، على نحو أفضل.

ومن المرجح أن يجري طرح العقار الواعد في الأسواق بعد الموافقة عليه بشكل نهائي.

ويمكن أن تستمر هجمات الصداع النصفي لمدة تصل إلى 72 ساعة وتؤدي إلى إضعاف المصابين وإحساسهم بألم شديد في الرأس وغثيان، ويعمل الدواء الجديد على منع وصول إشارات الألم الى الدماغ والتي تسبب التعب للمريض.

وقال الدكتور مارك تومز الباحث في فرع شركة نوفارتيس في لندن: \"لم يكن هناك أي تقدم في علاج الصداع النصفي في فترة 20 سنة الماضية، والآن نفخر بأن نحقق هذا التقدم العلمي الذي سيخفف معاناة الملايين من الناس\".

وجاءت النتائج التي قدمت الثلاثاء في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب لعام 2018، من تجربة استمرت لمدة 3 أشهر فقط، ولكنها أضافت أدلة على أن الدواء يمكن أن يساعد المرضى دون الحاجة إلى خيارات أخرى.