رفض مصافحة مسؤولين يحرم جزائرية مسلمة من الجنسية الفرنسية

السلطات الفرنسية تظهر حزما ازاء ميولات محتملة للتشدد

باريس - حرمت السلطات الفرنسية، جزائرية مسلمة من الحصول على الجنسية لرفضها مصافحة مسؤولين خلال مراسم منحها جواز سفر فرنسي.

وذكر موقع قناة فرانس 24 المحلي الجمعة، أن أعلى محكمة إدارية في فرنسا أيدت قرارا يقضي بحرمان جزائرية مسلمة من جواز السفر الفرنسي بعدما رفضت مصافحة مسؤولين خلال مراسم حصولها على الجنسية.

وأصرت المرأة على أن "معتقداتها الدينية" تمنعها من مصافحة مسؤول رفيع ترأس مراسم منحها الجنسية في منطقة إيزير جنوب شرقي البلاد في يونيو/حزيران 2016. كما رفضت المرأة كذلك مصافحة مسؤول محلي آخر.

ورأت الحكومة أن تصرفها يظهر بأنها "غير مندمجة في المجتمع الفرنسي" ما يعتبر سببا بإمكانها الاحتكام إليه بموجب القانون المدني لرفض حصول شخص متزوج من مواطن فرنسي على الجنسية، بحسب المصدر نفسه.

وقدمت الجزائرية المتزوجة من فرنسي منذ العام 2010 طعنا ضد القرار الذي صدر في أبريل/نيسان 2017 معتبرة أنه يتضمن "استغلالا للسلطة".

لكن مجلس الدولة وهو آخر محكمة استئناف في قضايا من هذا النوع، قضى بأن "الحكومة طبقت القانون بشكل مناسب".

ويعتبر الاجراء سابقة لكنه يأتي فيما تتشدد السلطات الفرنسية ازاء من تعتبرهم أصحاب فكر متشدد أو يبدون ميلا للتطرف.

ويأتي حرمان الجزائرية المسلمة فيما رحّلت السلطات الفرنسية إماما سلفيا نافذا من مرسيليا (جنوب شرق) تتهمه وزارة الداخلية بإلقاء خطب مليئة بالكراهية والتطرف صباح الجمعة إلى بلاده الجزائر.

وتم الجمعة تنفيذ قرار طرد الإمام الهادي دودي (63 عاما) الذي كان قيد التوقيف الاداري منذ الثلاثاء، غداة رفض شكوى تقدم بها أمام محكمة حقوق الانسان الأوروبية.

وكانت شرطة مرسيليا تراقب الإمام منذ فترة وتعتبره "مرجعا" للسلفية في فرنسا خصوصا على الانترنت وتشعر بالقلق ازاء نفوذه المتزايد.

وأغلقت مديرية الشرطة مسجد السنّة في وسط مرسيليا في أواخر 2017. وأكد ذلك مجلس الدولة أعلى سلطة ادارية في فرنسا في 31 يناير/كانون الثاني.

وبررت المديرية ذلك آنذاك بأن خطب الامام تدعو إلى "دحر الكفار والقضاء عليهم" وتحض على "الثأر بحق الذين يعصون الله ونبيّه والذين عقابهم الالهي القتل أو الصلب".

كما أشارت إلى خطب "تشير إلى اليهود بأنهم أنجاس وحفدة القردة والخنازير وتدعو إلى قول الشهادة في الأماكن العامة لإخافة الكفار". كما يبدو أن العديد من مرتادي المسجد التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

واستندت المديرية في ذلك إلى مذكرة للاستخبارات تحلل 25 خطبة تلاها الإمام بين يناير/كانون الثاني 2013 وسبتمبر/ايلول 2017 واستعادتها وزارة الداخلية بعدها لبدء اجراء قضائي في فبراير/شباط.

وبعد ان قتل محمد مراح سبعة أشخاص بينهم ثلاثة يهود في 2012، شهدت البلاد المستهدفة خصوصا بسبب مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق منذ العام 2015 سلسلة من الهجمات الجهادية غير المسبوقة والتي أوقعت 245 قتيلا من بينهم 130 في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 و86 في نيس (جنوب شرق) في يوليو/تموز 2016.