أغنية ساخرة توجع اللاجئين السوريين في لبنان

أوضاع مأساوية لا مجال للسخرية منها

بيروت - أشعلت أغنية بثتها قناة لبنانية تسخر من اللاجئين السوريين غضبا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي لتضمنها معاني عنصرية تجاه النازحين.

واشارت مصادر إعلامية أن قناة "الجديد" عرضت الأغنية في البرنامج الكوميدي "قدح وجم".

وتحتوي كلمات الأغنية التي تحاكي "عالعين موليتين" غمزا واضحا من اللهجة السورية وحياة النازحين السوريين في بيوت غير صالحة للسكن، كما تسخر من إنجابهم للكثير من الأطفال.

وتضمنت أيضا إشارات مباشرة إلى أن اللجوء السوري جعل البنانيين "مغتربين في وطنهم" بسبب منافستهم في فرص العمل والوظائف.

وندد نشطاء مواقع التواصل بالقناة اللبنانية وبالأغنية مشيرين إلى رسالتها الواضحة التي تحمل التمييز ضد الوافدين السوريين.

ويواجه برنامج "قدح وجم" انتقادات واسعة لمعده ومخرجه شربل خليل، الذي يتهكم على العديد مم الشخصيات في لبنان وخارجها.

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 997 ألف لاجئ حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إضافة إلى لاجئين سوريين غير مسجلين لدى المفوضية.

وذكر تقرير دولي أن "أكثر من 50 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون في أماكن غير آمنة". وأضافت أن "70 في المئة منهم يعيشون تحت خط الفقر، فيضطرون إلى اللجوء إلى استراتيجيات تأقلم مضرة لهم مثل تقليل عدد وجبات الطعام أو إرسال أبنائهم للعمل أو الانتقال من مساكن وملاجئ آمنة إلى الإقامة في مخيمات وخيام هشة أو مستودعات ومبان غير مكتملة".

وسبق أن صرح مسؤولون لبنانيون بأن لبنان تعاني جراء اللاجئين السوريين في تأكيد لموقف بلادهم الرافض لتوطين السوريين.

ففي مارس/آذار الماضي طالب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بـ"مساندة لبنان في تغيير المفاهيم التي تحاول اتباعها مجموعة من الدول ممن تسعى لفرض اندماج النازحين داخل مجتمعات دول صغيرة مثل لبنان".

ولفت الوزير اللبناني إلى أن "أثر فرض الاندماج والتوطين على الدول المضيفة للنازحين يؤدي إلى تغييرات سياسية دراماتيكية كبيرة على الصعيد الدولي".

وحذر باسيل من التداعيات "الخطيرة للنزوح السوري ليس فقط على لبنان بل على دول قريبة في أوروبا ومنها إلى باقي الدول".