الحظ يبتسم لهاميلتون في شوارع باكو

الفوز الأول لهاميلتون

باكو - ابتسم الحظ بأقصى درجاته الأحد لبطل العالم للفورمولا واحد سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، ففاز بجائزة أذربيجان الكبرى بعد انسحاب زميله الفنلندي فالتيري بوتاس، وانتزع صدارة الترتيب العام للبطولة من سائق فيراري الالماني سيباستيان فيتل الذي اكتفى بالمركز الرابع.

وحقق هاميلتون في شوارع باكو، فوزه الأول في بطولة العالم هذه السنة والـ 63 في مسيرته، في سباق شهد العديد من التبديلات الحاسمة والحوادث، وأبرزها بين سائقي فريق ريد بول الاسترالي دانيال ريكياردو والهولندي ماكس فيرشتابن، ما أدى الى خروجهما ودفع فريقهما للطلب منهما الاعتذار.

ونجح البريطاني هاميلتون (33 عاما)، بطل العالم أربع مرات، في عبور خط النهاية متقدما على سائق فيراري الفنلندي كيمي رايكونن، وسائق فورس انديا المكسيكي سيرجيو بيريز، مستفيدا بشكل مثالي من انسحاب بوتاس قبل ثلاث لفات من النهاية بسبب ثقب في الاطار الأيمن الخلفي لسيارته.

وقال هاميلتون الذي بات يتصدر ترتيب بطولة العالم للمرة الأولى هذه السنة، ان السباق كان "عاطفيا، للصراحة".

أضاف "فالتيري يستحق الفوز، وكذلك سيباستيان (فيتل) قام بعمل رائع. كنت محظوظا للغاية اليوم، لذا أشعر بغرابة بعض الشيء أن أكون هنا".

وأفاد هاميلتون بشكل مثالي من انسحاب بوتاس بسبب ثقب في إطاره الأيمن بعدما داس على حطام متناثر على الحلبة. وأتى ذلك بعد وقت قصير من خروج سيارة الأمان عن الحلبة، وبعد تراجع فيتل الى المركز الرابع لدى محاولته تخطي بوتاس في اللفة 48، الا انه خرج عن المسار بعدما داس بقوة على المكابح عند أحد المنعطفات.

وهو الفوز الأول لهاميلتون في سبع سباقات منذ بطولة العام الماضي، وبات على أثره في صدارة ترتيب بطولة السائقين مع 70 نقطة، بفارق أربع نقاط عن فيتل الذي فاز بسباقين من أربعة هذا الموسم وتصدر الترتيب العام منذ المرحلة الأولى في استراليا على حلبة ألبرت بارك في ملبورن.

ووافق مدير فريق مرسيدس توتو وولف رأي هاميلتون بأحقية بوتاس بالفوز، قائلا "الفوز كان له، لفالتيري (...) اعتقد في نهاية المطاف ان لويس استعاد فوزه المستحق في ملبورن"، في اشارة الى "سرقة" فتيل ذاك الانتصار منه بسبب خطأ تقني في برمجيات فريق مرسيدس.

- ريد بول يطالب سائقيه بالاعتذار -

وانطلق سباق أذربيجان في أجواء تنافسية باردة مع رياح قوية (بين 9 و31 كلم/س) وظروف خادعة، وحافظ فيتل على صدارته بعدما انطلق أول للمرة الـ 53 في مسيرته، وتلاه هاميلتون.

الا ان المراكز الخلفية لم تخل من فوضى عند الانطلاق. فعندما حاول رايكونن سادس المنطلقين، تجاوز الفرنسي إستيبان أوكون (فورس انديا)، احتكا ببعضهما البعض واصدمت سيارة الفرنسي بالحائط.

كما انسحب الروسي سيرغي سيروتكين (ويليامس) بسلوكه طريق "الهروب" في وقت عاد رايكونن إلى مرآب فريقه. أما سائق ماكلارين الاسباني فرناندو ألونسو، فعانى من ثقبين في إطارين أمامي وخلفي.

وأدت هذه الحوادث إلى دخول سيارة الأمان قبل أن تعود أدراجها مجددا وينطلق السباق بعد 5 لفات، ما مكن فيتل من إحكام قبضته على الصدارة والتقدم بفارق 3 ثوان عن هاميلتون وبوتاس بعد 10 من لفات من 51.

وفي اللفة 11 خسر الألماني نيكو هولكنبرغ (رينو) السيطرة على سيارته واصطدم بحائط عند المنعطف الرابع، في وقت بدأ ريكياردو سلسلة من الهجمات على زميله في الفريق.

وقدم سائقا ريد بول الإثارة على الحلبة في صراع على المركز الرابع، مع تجاوز ريكياردو لزميله فيرشتابن من خارج المنعطف الأول، قبل أن يرد الهولندي التحية لزميله بمثلها مستعيدا مركزه داخل المنعطف الثاني.

وقبل 20 لفة من النهاية توقف فيتل لتبديل اطارات سيارته تاركا الصدارة لبوتاس، ولكن الألماني عاد إلى الحلبة متقدما بفارق 8,5 ثوان عن هاميلتون الذي شكا من منافسيه المتأخرين على الحلبة.

الا ان صراع فيرشتابن وريكياردو بدا انه غير قابل للحسم. وبعدما تبادلا المراكز خلال التوقف في مرآب الفريق، إصطدم الاسترالي بزميله الهولندي من الخلف في اللفة 41، عندما حاول ريكياردو تجاوز زميله، ليقوم الأخير بتبديل اتجاهه مرتين، فيصطدم به الاسترالي الذي توج في المرحلة السابقة (جائزة الصين الكبرى)، وينسحبا معا.

وعلق مدير الفريق البريطاني كريستيان هورنر على ما جرى، قائلا بعد السباق ان السائقين اللذين عرفا بحدة التنافس في الفريق الوحيد "يقران بأنهما أخفقا اليوم وسيعتذران الى الفريق وكل أفراده".

أضاف "نسمح لهما بالتسابق والاقتراب الى المسافة القصوى من بعضهما البعض. الا اننا تحدثنا في اجتماعات الفريق عن ضرورة منح كل منهما مسافة للآخر (...) ما حصل اليوم كان تتويجا لمسعى سائقين لأخذ كل منهما زمام المبادرة بيديه. لم يكن يجب ان يحصل ما حصل".

وأكد فيرشتابن ان السائقين تحادثا واعتذرا لبعضهما البعض.

وكانت سيارة الأمان قد دخلت مجددا بعد حادث ريكياردو وفيرشتابن، ما ساهم في توقف متصدري السباق ودخولهم للتزود بإطارات جديدة قبل 10 لفات من النهاية.

ومع بقاء 4 لفات قدم السباق المزيد من الإثارة عندما حاول فيتل انتزاع الصدارة من بوتاس، لكنه فشل في تجاوه بعدما داس بقوة على المكابح بعد اقترابه بشكل كبير من المنعطف، ولم يتمكن من السيطرة على سيارته بالشكل المطلوب، وتراجع الى المركز الرابع خلف هاميلتون ورايكونن.

وحل الاسباني كارلوس ساينز (رينو) في المركز الخامس، أمام الفرنسي شارل لوكلير سائق "ساوبر" الذي حصد نقاطه الأولى هذا الموسم. أما ألونسو، فأنهى السباق سابعا أمام الكندي لانس سترول (ويليامس) والنيوزيلندي براندون هارتلي (تورو روسو) الذي حصد نقاطه الأولى في سباقات الفئة الأولى.