ترامب وكيم يرسمان ملامح سلام طال انتظاره في قصر السلام

اختيار ترامب لقصر السلام له اعتبارات رمزية

واشنطن - اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين عقد اللقاء المقرر بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في قصر السلام على الحدود بين الكوريتين الشمالية والجنوبية وهو نفس المكان الذي استضاف الاجتماع التاريخي بين كيم ورئيس كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي.

وكتب ترامب على تويتر "يجري النظر في استضافة العديد من البلدان للاجتماع، لكن هل سيكون قصر السلام/قصر الحرية على حدود كوريا الشمالية والجنوبية موقعا أكثر تمثيلا وأهمية واستمرارية من بلد طرف ثالث؟ فقط أتساءل!".

وكان ترامب قد قال في السابق إن هناك أكثر من مكان لعقد اللقاء مع زعيم كوريا الشمالية دون أن يستقر على رأي، وهذا الأمر بنظر بعض المحللين استراتيجية يتبعها الرئيس الأميركي ليترك باب التأويلات والتخمينات مفتوحة على مصراعيها وليشغل بتصريحاته وسائل الاعلام الدولية ومنصات التواصل الاجتماعي.

ولترامب ملايين المتابعين لصفحته على تويتر وتغريداته، حيث اتخذه منصة رئيسية لإعلان مواقفه من قضايا دولية ولإصدار قرارات رسمية.

وينتظر العالم اللقاء التاريخي بين ترامب وكيم كمقدمة لإنهاء التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وأيضا احلال السلام في شبه الجزيرة الكورية.

وكان زعيم كوريا الشمالية قد أبدى مرونة غير مسبوقة حين التقى الأسبوع الماضي بنظيره الكوري الجنوبي في اجتماع ودي بالمنطقة منزوعة السلاح وحين تحدث بلهجة ودّ لم يعهدها العالم خاصة بعد تهديدات سابقة للولايات المتحدة ولسيول.

وكبادرة حسن نية تسبق لقاء القمة المنتظر، أمر كيم جونغ أون الأحد باغلاق مركز للتجارب النووية.

وكان وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو قد تحدث الأحد عن "فرصة حقيقية" لإحراز تقدم في ملف كوريا الشمالية بعد عقده لقاء مع كيم جونغ اون خلال عطلة عيد الفصح، مؤكدا أن الحل مع كوريا الشمالية يجب أن يتم عبر الدبلوماسية.

لكنه أوضح أيضا أنه أبلغ الزعيم الكوري الشمالي أنه سيتعين عليه الموافقة على اتخاذ خطوات "لا رجعة فيها" تجاه إلغاء برنامجه للأسلحة النووية في أي اتفاق مع الرئيس دونالد ترامب.

وقال بومبيو لقناة إيه.بي.سي نيوز "نستخدم كلمة لا رجعة فيها عن قصد وسنطلب تنفيذ تلك الخطوات التي تظهر أن عملية نزع السلاح النووي تمضي قدما".

وتعليقات بومبيو هي أكثر تصريحاته استفاضة بشأن محادثات في بيونغيانغ مع كيم استعدادا لقمة تعقد الشهر المقبل بين الزعيم الكوري الشمالي وترامب.

وقال المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) والذي تولى منصبه الجديد الخميس الماضي، إن الاجتماع مع كيم كان "بناء" وأنه غادر بيونغيانغ ولديه قناعة بأن هناك "فرصة حقيقة" لإبرام اتفاق بين كيم وترامب.

وأشار بومبيو إلى أن كيم عبر عن استعداده لبحث طلب ترامب "ووضع خارطة ستساعدنا في تحقيق هذا الهدف".

ومن المرجح أن يزيد تقييمه الآمال في حدوث انفراجة تجلب السلام إلى شبه الجزيرة الكورية المقسمة في أعقاب قمة تاريخية الأسبوع الماضي بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن التي تعهد فيها الزعيمان "بنزع كامل للأسلحة النووية".

وكان بومبيو الذي عيّن حديثا وزيرا للخارجية التقى حين كان مديرا للاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي ايه)، زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون في مهمة ابقيت لفترة سرية.

وقال بومبيو في مقابلة مع قناة ايه بي سي نيوز بثت الأحد "كان هدفي هو محاولة معرفة ما إذا كانت هناك فرصة حقيقية للتقدم وأعتقد أن الفرصة قائمة".

وتساءل "من يدري كيف ستجري المفاوضات النهائية؟ لا يزال هناك الكثير من العمل، لكن لدي أمل كبير في أن الشروط التي حددها الرئيس ترامب تعطينا هذه الفرصة".

ومن المقرر أن تجمع قمة تاريخية ترامب وكيم بحلول يونيو/حزيران.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن الدبلوماسية يجب أن تكون الوسيلة للتوصل إلى حل مع كوريا الشمالية.

وقال "من واجبنا استخدام خطاب دبلوماسي لمحاولة ايجاد حل سلمي لكي لا يتم تهديد الأميركيين من قبل كيم جونغ اون وترسانته النووية. هذه هي المهمة والهدف".

وأوضح أنه بحث والزعيم الكوري الشمالي في "آلية كاملة يمكن التحقق منها ولا عودة عنها" لنزع السلاح النووي".

وتابع "ثم لاحقا حين يلتقي الرئيسان (كيم وترامب)، الوحيدان اللذان يمكنهما اتخاذ مثل هذه القرارات، سيكونان في غرفة معا ويمكنهما تحديد سير المباحثات. يمكنهما رسم ملامح نتائج، يمكنهما اسداء توجيهات لفريقيهما للتوصل إلى هذه النتائج".