ماي تعيّن مسلما وزيرا للداخلية في خضم أزمة سياسية جديدة

استقالة راد تزيد الضغوط على تيريزا ماي

لندن - عينت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الاثنين ساجد جاويد وزيرا جديدا للداخلية بعد استقالة آمبر راد على خلفية الفضيحة حول طريقة تعامل أجهزتها مع المهاجرين، ما يضع الحكومة أمام أزمة جديدة تزيدها هشاشة.

وساجد جاويد هو ابن مهاجر باكستاني قدم في ستينات القرن الماضي وعمل سائق حافلة وهو أول مسلم في بريطانيا يتولى حقيبة الداخلية وهو عضو في حزب المحافظين البريطاني ومدير سابق في دويتشه بنك.

ويمثل جاويد حاليا وجه بريطانيا الحضاري ومتعدد الثقافات فهو لأبوين مسلمين لكنه لا يمارس تعاليم الدين الإسلامي في حين أن زوجته لورا وهي أم أولاده الأربعة مسيحية وتذهب إلى الكنيسة.

ويتبع جاويد خط رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر ويدعم الأسواق الحرة. ورغم معارضته الاتحاد الأوروبي طويلا إلا أنه وقف ضد بريكست خلال الاستفتاء الذي جرى في 2016 لمغادرة التكتل.

وقد شغل عدة مواقع رسمية حيث عمِل في السابق كوزير دولة للمجتمعات والحكومة المحلية من 2016 إلى 2018 وقبلها كان وزير دولة للأعمال والابتكار والمهارات ورئيسا لمجلس التجارة من عام 2015 حتى عام 2016 وكان قبلها وزير دولة للثقافة والإعلام والرياضة من 2014 إلى 2015.

كما عمل أمينا ماليا للخزانة من عام 2013 إلى عام 2014 وسكرتيرا اقتصاديا في وزارة الخزانة من 2012 إلى 2013.

ومع استقالة راد تجد ماي نفسها في الخط الأمامي للدفاع عن سياسة كانت أول من دعا إليها عندما كانت وزيرة للداخلية بين 2010 و2016 في حكومة ديفيد كاميرون.

وقال زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن إن \"راد كانت بمثابة ستار لماي وقد رحلت الآن وعلى ماي الاجابة عن الأسئلة حول عملها عندما كانت وزيرة للداخلية\"، بينما طالب العديد من نواب حزبه باستقالة رئيسة الحكومة.

وأعلن البرلمان أن جاويد (48 عاما) الذي عيّن في المنصب سيرد على أسئلة النواب بعد ظهر الاثنين.

واستقالت راد (54 عاما) عندما تبين أن لوزارتها أهدافا محددة بطرد المهاجرين غير الشرعيين ولو أنها نفت علمها بالأمر أمام لجنة برلمانية.

وأقرت راد في رسالة الاستقالة \"لقد قمت بتضليل غير متعمد للجنة النيابية للشؤون الداخلية حول أهداف ترحيل مهاجرين غير شرعيين\".

وعلقت ماي معبرة عن \"الأسف الشديد\" لرحيل الوزيرة التي كان عليها أن تجد لها بديلا في غضون ساعات فقط وقبل بضعة أيام على انتخابات محلية حاسمة لحكومتها المحافظة التي تعاني من الانقسام حول بريكست ولا تملك سوى غالبية ضئيلة في البرلمان.

ودفعت راد ثمن فضيحة ويندراش في اشارة إلى سفينة تحمل هذا الاسم نقلت مجموعة أولى من المهاجرين في 1948 من دول الكومنولث والكاريبي للمساعدة في اعادة اعمار المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

ومع أن قانونا صدر في العام 1971 منحهم الحق في البقاء إلا أن العديد منهم لم يتمموا الاجراءات القانونية غالبا لأنهم كانوا أطفالا أتوا على جوازات سفر والديهم أو أشقائهم ولم يتقدموا بطلب بأسمائهم.

وبات هؤلاء يعاملون على أنهم مهاجرين غير شرعيين ويواجهون خطر الترحيل من البلاد اذا لم يقدموا أدلة على كل عام امضوه في المملكة المتحدة.

وأعرب جاويد (48 عاما) والذي هاجر والداه من باكستان في ستينات القرن الماضي، عن حزنه في مقال نشرته صحيفة \"صنداي تلغراف\" الأحد، موضحا أن اسرته كان يمكن أن تشملها اجراءات الطرد.

وبعد تعيينه بات منصب وزير الداخلية يشغله للمرة الأولى سياسي نجل لمهاجرين.

وتأمل ماي من خلال التعيين تحقيق توازن دقيق في الحكومة بين مؤيدي خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ومعارضيه اذ كانت راد من مؤيدي التكتل. وجاويد صوت لصالح البقاء مع أنه عاد بعدها وعارض خروجا \"أقل جذرية\".

وهذه الاستقالة هي الرابعة من الحكومة في غضون ستة أشهر بعد وزير الدفاع مايكل فالون ونائب رئيسة الحكومة داميان غرين بتهمة التحرش الجنسي ووزيرة الدولة للتنمية بريتي باتيل.

وبات ثلاثة رجال هم فيليب هاموند وبوريس جونسون وساجد جاويد يشغلون المناصب الثلاثة الأكثر أهمية في الحكومة وهي تباعا المالية والخارجية والداخلية.

ونتيجة للتعديل، بات النائب جيمس برونكشير وزيرا للإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية بينما عينت وزير التنمية الدولية بيني موردونت وزيرة دولة لشؤون النساء والمساواة.