طهران تكذب اتهامات نتنياهو بشأن السلاح النووي

سجال جديد

طهران - وصف وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الثلاثاء، الاتهامات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإيران بالسعي سرا لامتلاك السلاح النووي، بالكذب.

وأوضح ظريف في تغريدة على حسابه في تويتر، أن ادعاءات نتنياهو لا أساس لها من الصحة، ولا تلقى أي أهمية لدى العالم.

وأضاف ظريف أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل طرح اتهامات قديمة ضد إيران، بهدف الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أعلن، الاثنين، امتلاك \"أدلة قطعية\" على وجود خطة سرية يمكن لإيران تفعيلها في أي وقت لامتلاك القنبلة الذرية، قبل 12 يوما من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما إذا كان يعتزم الحفاظ على هذا الاتفاق الموقع عام 2015 أو الخروج منه.

كما وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تطوير إيران لسلاح نووي بأنه \"تشبث عبثي لمفلس كذاب\".

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدث بهرام قاسمي القول، الثلاثاء، إن حديث نتنياهو \"مسرحية هزلية عبارة عن تشبت عبثي لمفلس كذاب ومفضوح لم ولا يملك سلعة للعرض سوى بث الأكاذيب وممارسة الدجل\".

وأضاف أن \"على نتنياهو وكيانه الصهيوني القاتل للأطفال والمفضوح أن يكون قد توصل إلى إدراك مبدئي بأن شعوب العالم تحظى بالفهم والوعي\".

ومع اقتراب الاستحقاق الحاسم، عرض نتانياهو مباشرة أمام عدسات التلفزيونات الإسرائيلية \"النسخ طبق الأصل\" لعشرات آلاف الوثائق الإيرانية، مؤكدا \"لقد كشفنا النقاب هذا المساء عن أحد أهم الإنجازات الاستخباراتية التي حققتها دولة إسرائيل بكشفنا عن الأرشيف السري الخاص بالبرنامج النووي الإيراني\".

وإضافة إلى الموقف الأميركي الذي شدد على أن الوثائق حقيقية وجديدة، فقد سارعت فرنسا للتأكيد على ان الوثائق تؤكد الحاجة للإبقاء على الاتفاق النووي.

قالت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، إن معلومات إسرائيلية عن برنامج الأسلحة النووية في إيران خلال فترات ماضية قد تشكل أساسا يدعم إخضاع أنشطة طهران النووية لمراقبة طويلة المدى.

وأضافت الوزارة أن المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها إسرائيل يوم الاثنين أكدت في جانب منها طبيعة البرنامج غير المدنية والتي كشفت عنها القوى الأوروبية في 2002، كما أكدت ضرورة الإبقاء على الاتفاق النووي وعمليات التفتيش التي تجريها الأمم المتحدة.

أفادت إسرائيل، الاثنين، أنها سترسل خبراء إلى ألمانيا وفرنسا، لمشاركتهما المعلومات الاستخبارية حول الأنشطة الإيرانية النووية المزعومة التي أعلنها رئيس الوزراء نيامين نتنياهو.

وذكر بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، أن نتنياهو تحدث هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وأضاف البيان أن نتنياهو اتفق مع ماكرون وميركل على أن يرسل خلال الأيام المقبلة \"طواقم مهنية بغية مشاركة ألمانيا وفرنسا المعلومات الاستخبارية المفصلة التي حصلت عليها إسرائيل حول المساعي الإيرانية لامتلاك الأسلحة النووية\".

وعلى الصعيد ذاته، هاتف نتنياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت متأخر من مساء الاثنين، حسب الإعلام العبري.

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة \"يديعوت أحرنوت\"، أن الجانبين \"ناقشا الموقف الراهن حول خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي مع إيران)، آخذين في الاعتبار بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أدلى به (الاثنين) في هذا الصدد\".

بروكسل تعارض

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين بشأن إيران لا تدفع إلى التشكيك باحترام طهران للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015.

وقالت موغيريني في تصريح مساء الاثنين بعد أن أعلن نتانياهو امتلاك اسرائيل \"أدلة قاطعة\" على وجود خطة سرية يمكن لإيران تفعيلها في أي وقت لامتلاك القنبلة الذرية، \"يجب علينا تقييم تفاصيل تصريح رئيس الوزراء\".

وشددت موغيريني على أهمية الحصول على تقييم لهذه التصريحات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعتبر \"المنظمة الدولية الوحيدة المحايدة والمكلفة مراقبة التزامات إيران النووية\".

وفي وقت لاحق الثلاثاء، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تملك \"أي مؤشر له مصداقية عن أنشطة في إيران على ارتباط بتطوير قنبلة نووية بعد العام 2009\".

وقال متحدث باسم الوكالة في بيان إن هيئة حكامها \"أعلنت إنهاء النظر في هذه المسألة\" بعد تلقيها تقريرا بهذا الصدد في كانون الأول/ديسمبر 2015.

وأضافت موغيريني \"ما رأيته في التقارير الأولية أن رئيس الوزراء نتانياهو لم يشكك باحترام إيران التزامات الاتفاق النووي\" الذي وقعته مع الدول العظمى (الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا إضافة إلى ألمانيا).

وتابعت \"لم أر حججا لرئيس الوزراء نتانياهو حتى الآن عن وجود عدم احترام، ما يعني انتهاك إيران التزاماتها النووية\".

ويهدد ترامب منذ أشهر بإخراج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. والمخاوف لدى مؤيدي الاتفاق - خصوصا الاتحاد الأوروبي - كبيرة من أن ينفذ الرئيس الأميركي تهديده في 12 أيار/مايو لدى انتهاء المهلة التي أعطاها للأوروبيين للحصول على تنازلات إيرانية وهو ما ترفضه طهران.