بغداد: كشف التنظيم «الإرهابي الإيراني» يعيد اجواء عدم الثقة بين البلدين

بغداد - من فاروق شكري
العلاقات كانت تسير في طريق التصالح قبل الكشف عن الخلية الايرانية

اعلن العراق كشف شبكة "ارهابية" تعمل لحساب ايران كانت تسعى الى زعزعة الاستقرار في البلاد في حال شن هجوم اميركي على البلاد، مما يثبت عودة اجواء عدم الثقة في العلاقات بين البلدين الى الواجهة.
وصرح مسؤول عراقي ان "هذا الاعلان وفي هذا الوقت يكشف حقيقة موقف بعض الاطراف الايرانية من الموقف العراقي المتطلع لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين الجارين".
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان ما عرض على قنوات التلفزيون العراقي "لم يكن وليد الوقت الحاضر ويشكل مؤشرا على ان الجهات الضالعة فيه ما زالت تريد ابقاء التوتر والقطيعة" بين البلدين.
وامتنع باشارته الى "بعض الاطراف" في طهران التي لم يكشفها، عن توجيه اتهام مباشر الى السلطات الايرانية التي اطلقت عملية تقارب صعبة مع العراق.
ولم يوقع البلدان حتى الان اي معاهدة سلام بعد انتهاء النزاع بينهما الذي استمر بين عامي 1980 و1988.
ومن جهتها نشرت الصحف العراقية الاربعاء البيان الذي اصدرته مديرية الامن العام واعلنت فيه اعتقال عراقيين هما "ارهابيان تابعان لايران" اقرا في اعترافات بثها التلفزيون العراقي بانهما تلقيا اوامر تقضي بالاستفادة من هجوم اميركي محتمل على العراق لشن هجمات على اهداف في البلاد.
وقال المتهم حمزة قاسم صباط من بغداد في اعترافاته انه "بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة صدرت الاوامر لنا بالتوجه الى داخل العراق لغرض الاستعداد والتهيؤ لاستثمار فرصة قيام الولايات المتحدة بضرب العراق حيث تم ادخال اجهزة اتصالات حديثة لاخذ احداثيات بعض الاهداف لغرض ضربها مع الضربة الاميركية المقبلة ضد العراق".
واكد المتهم الثاني ابراهيم عبد جاسم من البصرة انه "شارك في عمليات اطلاق عدد من الصواريخ ضد عدد من المناطق في بغداد وفي تفجير سيارات مفخخة ضد بعض العناصر المسؤولة وسرقة سيارات حديثة للقيام بهذه الاعمال".
وياتي ذلك بينما تؤكد الحكومة الايرانية معارضتها لاي هجوم عسكري تعتزم الولايات المتحدة شنه ضد العراق لتغيير الحكومة العراقية.
ومطلع تموز/يوليو اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ان ايران "تعارض بشدة اي هجوم على اي بلد لا سيما العراق" من اجل اطاحة مسؤوليه.
وبعد اكثر من 13 سنة على انتهاء الحرب الايرانية العراقية لا تزال عملية التطبيع متعثرة بين البلدين بسبب اتهامات متبادلة بدعم المعارضة في البلد الاخر، وعدم تسوية مسألة الاسرى من الجانبين.
ومنتصف تموز/يوليو حذر عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي ايران من مغبة السير في مخطط ايذاء العراق وقال "لن يكون يوم من الايام اي شبر من ارض العراق جزءا من اراضيهم".
وكان عدي صدام حسين اعلن ان "ايران تتخيل ان الاخطار تخص العراق فقط. لكنها لم تع ان هذه الاخطار تحيط بالدرجة الاساس العراق لانه قاعدة الارتكاز الرئيسة، وبالتالي الذي يلي العراق هو السعودية والتي تلي السعودية هي ايران".
الا ان الاوساط الدبلوماسية تقلل من اهمية وقع اعلان بغداد بالامس عن كشف الشبكة "الارهابية" على عملية التقارب مع طهران.
واعرب دبلوماسي غربي في بغداد عن قناعته بان "الاعلان عن مثل هذه الشبكات مسالة لا تعتبر غير متوقعة طالما ان ذيول ثماني سنوات من الحرب لم تحل بعد حتى الان".
واشار هذا الدبلوماسي الى ان "هذا الحدث لا يمكن ان يؤثر على سير التعامل الدبلوماسي بين بغداد وطهران" مضيفا "اعتقد ان الاتصالات والاجتماعات ستستمر بين الجانبين لتحقيق المزيد من الاتفاقات".