إيران تستنسخ مسيرة روسية انتحارية في تحد للعقوبات الغربية

المسيرة الإيرانية الجديدة تماثل في هيكلها وخصائصها التقنية المسيرة الروسية 'لانسيت' وهي قابلة للحمل مثل الصواريخ المحمولة على الكتف ويسهل استخدامها في جبهات القتال.

طهران - كشفت إيران عن أحدث مسيرة انتحارية تتمتع بخاصيات مماثلة للمسيرة الروسية 'لانسيت' وتندرج وفق ما ذكرت وكالة 'تسنيم' الرسمية الأحد، "ضمن فئة الذخائر المتجولة التي لها استخدام كبير في القتال البري وخاصة في عمليات استهداف الكمائن".

ويأتي الكشف عن المسيرة الجديدة في ما يبدو رسالة تحد للعقوبات الأميركية البريطانية الأخيرة التي استهدفت برنامج إيران للطائرات المسيرة.

وأشارت الوكالة الايرانية إلى أن الطائرة المسيرة تابعة للحرس الثوري وأنه لم يتم الإعلان عن اسم محدد لها بعد، لكن هيكلها مماثل للمسيرة الروسية 'لانسيت'، بينما يبدو هذا الاختيار في شكل الهيكل مدروسا على اعتبار أن طهران تواجه اتهامات بتزويد القوات الروسية بطرازات مختلفة من المسيّرات.

وتتهم كييف طهران بالمسؤولية عن جرائم حرب ترتكبها روسيا في عدة جبهات أوكرانية باستخدامها مسيرات إيرانية كثير منها تم استخدامها في ضرب أهداف مدنية وأسفرت عن سقوط قتلى بين المدنيين وهو ما تنفيه الحكومة الإيرانية التي تشير عادة إلى أن المسيرات التي زودت بها الروس كانت وفق اتفاق سابق للحرب الروسية على أوكرانيا.

إلا أن صناعة مسيرة جديدة بهيكل مشابه للمسرة 'لانسيت'، يجعل من الصعب التمييز بين المسيرات الروسية والإيرانية في أجواء أوكرانيا.

وبحسب وكالة تسنيم فإن "الذخائر المتجولة تشير إلى مجموعة من الأسلحة التي يتم إرسالها بعد إطلاقها إلى الهدف بواسطة أنظمة بصرية وحرارية ومن خلال القيام بدوريات في السماء تجد الهدف المطلوب ومن ثم تدميره"

وتابعت أن لهذه الفئة من الأسلحة استخدام واسع في القتال البري وأنها أصبحت السلاح المناسب للقوات البرية بفضل خاصيتها وهيكلها إذ يسهل صغر حجمها قابلية حملها وإطلاقها دون عناء تمام مثل الصواريخ المحمولة على الكتف التي لا تتطلب جهدا في الاستخدام.

ووفق المصدر ذاته، فإن هذا النوع من المسيرات اتضح فعاليته في حرب أوكرانيا وقدرته على الوصول إلى الهدف من مختلف أنواع المركبات المدرعة والتجمعات العسكرية للجنود وحتى المدفعية وأنظمة الدفاع.

وتعتبر مسيرة لانسيت الروسية التي استنسخت منها قوات الحرس الثوري نسخة إيرانية، من أكثر المسيرات الانتحارية الروسية فعالية والتي يستخدمها الجيش الروسي في عملياته.

وقالت الوكالة الإيرانية إنه "ووفقا للتجارب المكتسبة من معارك العقد الماضي، فإن القوات المسلحة الإيرانية أدركت أيضا أهمية هذا النوع من الأسلحة وبدأت في تصنيع مختلف أنواع الذخيرة المتجولة، بما في ذلك معراج 521 الانتحارية وسينا".

وأشارت إلى أنه خلال مناورات الرسول الأعظم 18، "أصبح من الواضح أن القوات البرية للحرس الثوري قامت باستثمار كبير في مجال الطائرات الانتحارية المسيرة وتجهيز هذه القوات بالطائرات الشهيرة شاهد131 وشاهد 136، والتي تم الإعلان عنها لأول مرة لوسائل الإعلام خلال مناورات الرسول الأعظم 18، دليل على ذلك".

ورجحت أنه بعد الكشف عن صور المسيرة الجديدة، فإن الجهود موجهة على الأرجح لإنتاج أنواع جديدة من المسيرات الانتحارية (كاميكاز) ضمن فئة الذخائر الجوالة.

وقالت "إذا كان تصميم هذه الطائرة المسيرة الجديدة على غرار طائرة لانسيت الروسية، فيجب أن تتمتع بمواصفات تشمل مدة طيران من 30 إلى 60 دقيقة، ووزن شحنة من 3 إلى 6 كلغ ومدى 40 كلم، مما يجعلها سلاحا فعالا للقوات البرية الإيرانية".

وأثبتت المسيرات الإيرانية عوما فعاليتها في ساحات القتال خاصة في أوكرانيا في منافسة مع نظيراتها التركية، بينما اختبرت طهران أيضا فعالية مسيراتها وقدرتها على الوصول إلى قلب تل أبيب في الهجوم الأخير على إسرائيل الذي أطلقت عليه اسم 'الوعد الحق'، لكن القوات الأميركية والبريطانية اعترضت وأسقطت معظم تلك المسيرات وعددها يفوق 100 مسيرة في أجواء العراق والأردن.

خصائص مسيرة لانسيت
خصائص مسيرة لانسيت

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد فرضتا قبل نحو 10 أيام عقوبات واسعة النطاق على برنامج إيران العسكري للطائرات المسيرة، وذلك ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الجمهورية الإسلامية ضدّ إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان حينها "اليوم، نحمّل إيران المسؤولية، ونفرض عقوبات جديدة وقيودا على الصادرات"، فيما قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنّ العقوبات الجديدة تستهدف "16 شخصا وكيانين يعملون على إنتاج طائرات إيرانية دون طيّار"، منها طائرات شاهد التي تمّ استخدامها خلال هجوم 13 أبريل" على إسرائيل.

وبحسب بيان الخزانة الأميركية فقد فرضت لندن عقوبات "تستهدف العديد من المنظمات العسكرية الإيرانية والأفراد والكيانات المنخرطة في صناعة المسيرات والصواريخ البالستية الإيرانية".

وبالفعل فقد أعلنت الحكومة البريطانية أنّها فرضت بالتنسيق مع وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات جديدة ضدّ طهران تستهدف سبعة أفراد وستّ شركات بسبب دورهم في تمكين إيران من مواصلة "نشاطها الإقليمي المزعزع للاستقرار، بما في ذلك هجومها المباشر على إسرائيل".