خسائر حزب الله تتعاظم بلا رادع لهجمات إسرائيلية عمّقت مآسي جنوب لبنان

مقتل أربعة من عناصر حزب الله في غارة إسرائيلية باستخدام مسيّرة، فيما ردّت الجماعة اللبنانية بشن هجمات ضد جنود ومواقع للجيش الإسرائيلي.

بيروت - قتل أربعة من مقاتلي حزب الله اليوم الخميس في ضربة جوية إسرائيلية استهدف سيارة في جنوب لبنان، فيما أعلن الحزب المدعوم من إيران بأنه رد بإطلاق طائرات مسيرة مقاتلة استهدفت قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل.

وقالت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني إن قوة الإنقاذ التابعة لها انتشلت أربع جثث من سيارة احترقت جراء غارة إسرائيلية.

وكان مصدر أمني لبناني أكد أن "أربعة من مقاتلي حزب الله قتلوا في غارة إسرائيلية بطائرة دون طيار على سيارتهم من نوع رابيد في بلدة بافليّه" التي تبعد حوالي 15 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه رصد عددا من الضربات القادمة من لبنان، فيما تسبب عدد من الغارات في بلدة شلومي القريبة من الحدود في الشمال الغربي من إسرائيل في اندلاع حريق. .

وقال إنه اعترض أيضا طائرتين مسيرتين داخل الأراضي اللبنانية ونفذ ضربات على جنوب لبنان استهدف بعضها ما قال إنها بنية تحتية لحزب الله.

وكان حزب الله قد تبنى الأربعاء تنفيذ سلسلة هجمات ضد أبنية يستخدمها الجيش الإسرائيلي وتحركات جنود ومواقع عسكرية في شمال اسرائيل، أطلق في عدد منها مسيّرات انقضاضية وصواريخ موجهة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل ثلاثة من جنوده هذا الأسبوع في الشمال.

كما أعلن اليوم الخميس شن 5 هجمات استهدفت جنودا ومواقع للجيش الإسرائيلي قرب حدود لبنان الجنوبية أحدها تم بـ"مسيرات انقضاضية" وقال إن مقاتليه "استهدفوا بأسلحة مناسبة منظومة فنية تم تثبيتها مؤخرا في موقع ‏راميا العسكري الإسرائيلي حيث أصابوها إصابة مباشرة ما أدى لتدميرها".
كما لفت إلى أنهم "استهدفوا مجموعة جنود إسرائيليين في نقطة الجرداح العسكرية وأصابوها إصابة مباشرة ‏وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح".
وأضاف أنهم استهدفوا أيضًا "مركزا ‌‏قياديا مستحدثا للعدو في مستوطنة نطوعة بقذائف المدفعية، وأصابوه إصابة مباشرة".
وتابع أن مقاتليه "استهدفوا بصاروخ بركان من العيار الثقيل انتشارا لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع جل العلام العسكري".
وتحدث الحزب كذلك عن "تنفيذ هجوم ‏جوي بمسيرات انقضاضية على القيادة العسكرية لإدارة قوات العدو في مستوطنة كفرجلعادي ‏ومحيطها"، مشيرا إلى أن المسيرات "أصابت غرفة عمليات هذه القيادة بشكلٍ مباشر وأوقعت ضباطها وجنودها بين قتيلٍ وجريح".‏
وقُتل الأربعاء خمسة مقاتلين في ضربات اسرائيلية في جنوب لبنان، هم ثلاثة من "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية واثنان من حزب الله.

ويحتدم صراع بين حزب الله وإسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول بالتوازي مع الحرب في غزة وكثف الجانبان القصف في الأسبوع الحالي مما أثار مخاوف من نشوب حرب أكبر بين الخصمين شديدي التسليح.

وأدى تبادل إطلاق النار إلى نزوح عشرات الآلاف على جانبي الحدود، فيما أثار النزوح في شمال إسرائيل دعوات لاتخاذ إجراء عسكري أكثر صرامة ضد حزب الله.

ولطالما قال الحزب إنه سيوقف إطلاق النار إذا توقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، لكنه أيضا على استعداد لمواصلة القتال إذا استمرت إسرائيل في مهاجمة لبنان.

واستخدمت إسرائيل المدفعية والطائرات المسيرة والمقاتلات ضد أهداف في جنوب لبنان استهدف بعضها مقاتلين من حزب الله وجماعات مسلحة أخرى ويطلق مقاتلون في لبنان صواريخ وطائرات مسيرة على شمال إسرائيل.

ومنذ بدء تبادل القصف عبر الحدود يعلن حزب الله مرارا استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة وإسناداً لمقاومتها ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف بنى تحتية للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

وأسفر التصعيد عن مقتل 399 شخصاً على الأقلّ في لبنان بينهم ما لا يقلّ عن 270 من مقاتلي حزب الله و77 مدنيًا، فيما أحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكريا وتسعة مدنيين.