آبي أحمد يدعو الإثيوبيين للاتحاد تجنبا لأزمة عرقيّة
أديس أبابا - ندّد رئيس الحكومة الأثيوبيّة الحائز نوبل للسّلام آبي أحمد السّبت بـ"محاولة لإثارة أزمة عرقيّة ودينيّة"، وذلك بعد أعمال عنف أسفرت عن مقتل 67 شخصًا هذا الأسبوع خلال تظاهرات.
وقال رئيس الوزراء في أوّل تصريح له منذ اندلاع المواجهات، إنّ "الأزمة التي نعيشها قد تزداد إذا لم يتّحد الأثيوبيّون". أضاف "سنعمل بلا كلل لضمان تحقيق العدالة وتقديم الجناة للعدالة".
وأشار إلى أنّ "هناك محاولة لتحويل الأزمة الحاليّة إلى أزمة عرقيّة ودينيّة".
وقُتل 67 شخصًا في منطقة أوروميا الأثيوبيّة هذا الأسبوع، خلال احتجاجات ضدّ رئيس الحكومة، تحوّلت إلى اشتباكات إتنية، بحسب ما ذكرت الشرطة الجمعة.
واندلعت أعمال العنف الأربعاء في العاصمة أديس أبابا قبل أن تمتدّ إلى منطقة أوروميا إثر نزول أنصار المعارضة للشّارع وحرق إطارات سيّارات وإقامة حواجز وسدّ طرق في مدن عدّة.
وقال كيفيو تيفيرا رئيس شرطة إقليم أوروميا "هناك أجندة خفية لتحويل الاحتجاج برمته إلى صراع عرقي وديني".
وأضاف " هناك محاولات لإحراق الكنائس والمساجد".
وقال رجل عمره 69 عاما من بلدة دودولا الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر جنوبي العاصمة في أوروميا إنه رأى شبانا يحملون هراوات وقضبانا معدنية في منطقة من البلدة معروف أن سكانها من الأمهريين ثم بدأوا في شن هجمات وأضرموا النار في منازل.
وقال إن الشبان صاحوا "قيرو يستطيع أن يفعل هذا... وذاك" باللغة الأمهرية وهم يجتاحون البلدة.
ويطلق أنصار جوهر على أنفسهم اسم "قيرو" وهو مصطلح أورومي يعني "أعزب" يستخدمه الشبان النشطون سياسيا. وقال إنه سمعهم أيضا يتكلمون اللغة الأورومية.

وقال الرجل إن المجموعة نزلت إلى الشوارع فجأة صباح الأربعاء عندما كان الناس في طريقهم إلى العمل.
وأوضح "رأيت جثث سبعة أشخاص قتلهم الشبان". وأضاف "جميعهم تم ضربهم حتى الموت باستخدام العصي والقضبان الحديدية والسواطير. تمكنت من النجاة بالاختباء هنا وهناك".
وأعلنت وزارة الدّفاع من جهتها الجمعة نشر جنود في سبع مناطق ما زال الوضع فيها متوتّرًا.
وكان للمعارض جوهر محمد دور أساسي في التظاهرات المناهضة للحكومة التي أدت إلى الإطاحة بسلف آبي وتعيين الأخير في نيسان/أبريل 2018 رئيسا للحكومة وهو إصلاحي من إتنية أورومو.
والعنف على أسس دينية وعرقية أحد أكبر التحديات التي ما زالت تواجه آبي في إثيوبيا أكبر ثاني دول أفريقيا سكانا.
وبينما تقترب البلاد من الانتخابات في 2020 مكنت الحريات السياسية الشاملة التي أطلقها أبي أصحاب النفوذ من بناء مراكز قوة من خلال تحدي الحكومة.
وتولى آبي أحمد البالغ من العمر 43 عاما، منصبه في نيسان/ أبريل 2018 بعد استقالة هايلي مريم ديسالين في أعقاب ثلاث سنوات من الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة.
وكان الائتلاف الحاكم قد بدأ في اتخاذ إجراءات تصالحية، بما في ذلك إطلاق سراح كثير من المعتقلين السياسيين، لكن أبي عجل وتيرة الإصلاحات.
ومن بين المعارضين الذين عادوا إلى إثيوبيا جوهر محمد الذي استقبل كالبطل في آب/أغسطس العام الماضي بعد تعزيز مسار الإصلاح الذي انتهجه آبي.
ومع التغييرات الإيجابية التي حققتها الحكومة، أصبح الناشط المثير للجدل يواجه اتهامات من قبل معارضيه بأنّه يحض على الكراهية الإثنية وبأنّه لا يهدف سوى إلى زعزعة استقرار البلاد الساحلية.
ويملك جوهر حضورا فاعلا على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتابع حسابه على فيسبوك نحو 1.75 مليون شخص مما يبرز قدرته على الحشد السريع للمظاهرات.