أجواء مشحونة عشية تطبيق أميركي محتمل لرسوم الفولاذ والالمنيوم

الاتحاد الأوروبي يلوح برد "ذكي وموحد وحازم" في حال فرضت واشنطن رسوما على الفولاذ والالمنيوم فيما توحي كل المؤشرات بتواصل حوار طرشان بين الكتلة الأوروبية والولايات المتحدة.

ألمانيا: الحمائية والانغلاق يجب ألا يسودا على حساب التبادل الحر
التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة بين واشنطن وبروكسل وارد
التوتر يخيم على أوروبا عشية تطبيق الرسوم الأميركية على الصلب والفولاذ
الصين لا ترغب بحرب تجارية لكنها لا تخشى خوضها

باريس - ازدادت حدة التوتر الخميس عشية بدء تطبيق محتمل لرسوم جمركية أميركية على الفولاذ والالمنيوم المستوردين من الاتحاد الأوروبي، بينما تعهد التكتل بالرد عليها.

وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أن الاتحاد الأوروبي سيرد بشكل "ذكي وموحد وحازم" في حال فرض مثل هذه الرسوم، وشددت على أن هذه الرسوم لا تتوافق مع لوائح منظمة التجارة العالمية".

وكان وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير حذر الخميس إثر لقاء مع وزير الاقتصاد الأميركي ويلبور روس على "أصدقائنا الأميركيين أن يدركوا أنهم إذا اتخذوا قرارات عدائية إزاء أوروبا، فهي لن تظل دون رد".

وتابع لومير "نحن مصممون مع شركائنا الألمان والمفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم على اتخاذ كل الاجراءات الضرورية للرد على أي قرارات أميركية محتملة"، دون اعطاء إيضاحات.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الخميس "لا مصلحة لدينا في العودة إلى الوراء على صعيد السياسة التجارية وحتى نكون واضحين فإن الحمائية والانغلاق يجب ألا يسودا على حساب التبادل الحر".

ومنذ مارس/اذار تدور تساؤلات يبدو أنها بدأت تتضح حول ما إذا كان ترامب سيبدأ بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة على الفولاذ و10 بالمئة على الالمنيوم من أوروبا.

وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إنه من المفترض أن تعتمد الإدارة الأميركية هذه التعريفات اعتبارا من الخميس أي قبل 24 ساعة على المهلة التي حددتها واشنطن لشركائها الأوروبيين من أجل التوصل إلى اتفاق.

ولا يزال ممكنا التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة ولو أنه غير محتمل وفق ما نقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من الملف.

ويطالب الأوروبيون بإعفاء دائم بدلا من الاعفاء المؤقت الذي منحته لهم واشنطن والمفترض أن تنتهي مهلته في الأول من يونيو/حزيران، لكن الادارة الأميركية أبدت تصلبا حول الموضوع فهي تعتبر أنه حتى لو حصلت حرب تجارية فإن المسؤولية ستقع على الأوروبيين.

وقال روس في مقابلة نشرتها صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية الخميس "إذا حصل تصعيد فسيكون لأن الاتحاد الأوروبي قرر الرد".

الفولاذ والالمنيوم
الفولاذ والالمنيوم يستخدم في صناعات حيوية

توتر بين دول مجموعة السبع

وتوحي الأجواء بحوار طرشان يمكن أن يتواصل خلال اجتماع وزراء مالية دول السبع اعتبارا من الخميس وحتى السبت في منتجع ويسلر للتزلج في شمال فانكوفر غرب كندا.

وهذا التوتر ملموس أكثر من الجانب الأوروبي خصوصا وأن ايطاليا الدولة الثالثة في منطقة اليورو تمر بأزمة سياسية غير مسبوقة قد تكون لها تبعات تتجاوز حدودها.

وأقر أحد الوفود بأن اجتماع وزراء مجموعة السبع التي تضم ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا واليابان وبريطانيا سيتم في أجواء "مشدودة".

وتستورد الولايات المتحدة التي تنتقد الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بأنها لا تفتح أسواقها بما يكفي أمام المنتجات الأميركية، 51.3 بالمئة من الالمنيوم و35.8 بالمئة من الفولاذ من شركائها في مجموعة السبع، بحسب بيانات وزارة التجارة الأميركية للعام 2017.

ويحاول الأوروبيون اعتماد موقف موحد إزاء الولايات المتحدة ويدعون إلى حوار يشمل دولا عدة بدلا من المحادثات الثنائية.

في كندا، ستحظى هذه الدول على الأرجح بدعم اليابان التي فرضت الولايات المتحدة عليها هذه الرسوم التي أعلنها ترامب في مطلع مارس/اذار بذريعة حماية الأمن القومي.

وسيتعين على واشنطن الرد خلال قمة مجموعة السبع على التساؤلات حول التقلبات في سياستها التجارية ازاء الصين، اذا عادت الادارة الأميركية الثلاثاء إلى الهجوم على الصين بعد الهدنة المعلنة في 19 مايو/ايار في حربهما التجارية.

وقد أعلن البيت الأبيض أنه سيواصل خطته لفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة على ما قيمته 50 مليارا من الواردات السنوية من الصين وقال إنه يعد لإجراءات من أجل فرض قيود على الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة.

وحذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ من أن "الصين لا ترغب بحرب تجارية لكنها لا تخشى خوض مثل هذه الحرب"، منددة بـ"المواجهة" من قبل شريكها الأميركي.

إلا أن الصين بدت الخميس وكأنها تعبر عن حسن نية بإعلانها خفضا لرسومها على وارداتها من الملابس والأدوات الكهربائية المنزلية ومستحضرات التجميل وذلك اعتبارا من يوليو/تموز.