أدمغتنا مُبرمجة على الكسل!

دراسة حديثة تجد ان الانجذاب إلى السلوكيات المستقرة الخاملة ميزة هامة مكنت أسلافنا من تجنب اهدار الطاقة والبقاء على قيد الحياة.
الحفاظ على الطاقة وفر في السابق دفعة هامة للبحث عن الطعام وصيد الفرائس ومحاربة المنافسين
نتائج جديدة قد تفسر فشل السياسات العامة للتصدي للخمول الجسدي

أوتاوا - هل تخجل من كونك كسولا؟ العلماء يعتقدون ان لا داعي لذالك فالأدمغة مبرمجة منذ البداية على الانجذاب إلى السلوكيات المستقرة الخاملة بعض الشيء للبقاء على قيد الحياة.

ووجدت دراسة كندية أن التطور يفضل السلوك البطيء لتجنب إهدار الطاقة، ما أعطى أسلافنا القدماء ميزة هامة عندما تعلق الأمر بالبقاء بالنجاة.

ويعتقد أن إهدار الطاقة بلا داع عرّض الأسلاف لخطر الحيوانات المفترسة، في حين أن الحفاظ على الطاقة وفر لهم دفعة هامة فيما يخص البحث عن الطعام وصيد الفرائس ومحاربة المنافسين.

ويقول علماء جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر، كندا، إن المجتمع يشجع الناس على أن يكونوا أكثر نشاطا بدنيا. ومع ذلك، يكشف آخر الأرقام عن أنهم أقل نشاطا.

جهاز قراءة نشاط الدماغ مثبت على رأس متطوع
أدمغتنا تنجذب فطريا نحو النشاط البطيء

وفي الدراسة الأخيرة، قام العلماء بتجنيد بالغين ووضعهم أمام شاشة الكمبيوتر، مع إضاءة صور صغيرة، تصور إما النشاط البدني أو العكس.

وتضمن موضوع البحث تحريك صورة رمزية على الشاشة بأسرع وقت ممكن نحو صور النشاط البدني، وبعيدا عن صور الخمول البدني. وفي هذه الأثناء، سجلت الأقطاب الكهربائية ما كان يحدث في أدمغتهم.

وحاول المشاركون التحرك بسرعة نحو الصور النشطة بعيدا عن تلك التي تصور الكسل، ولكن قراءات نشاط الدماغ، كشفت أن هذه العملية تتطلب من الدماغ العمل بصعوبة وبذل جهد مضاعف. وتشير النتائج إلى أن أدمغتنا تنجذب نحو النشاط البطيء.

وقال ماثيو بويسجونتير، قائد الدراسة: "لقد كان الحفاظ على الطاقة أمرا ضروريا لبقاء البشر، حيث سمح لنا بأن نكون أكثر كفاءة في البحث عن الطعام والمأوى وتجنب الحيوانات المفترسة. وقد يكون فشل السياسات العامة للتصدي لوباء الخمول الجسدي نتيجة لعمليات الدماغ، التي تم تطويرها وتعزيزها عبر التطور".