أرامكو وأدنوك تخططان للاستثمار في مشروعات للغاز بالولايات المتحدة

أرامكو السعودية تحاول دخول مجال الغاز الطبيعي المسال عالميا، فيما تحولت أدنوك الإماراتية بالفعل إلى كيان فاعل في السوق.

لندن - قالت مصادر مطلعة إن شركة أرامكو السعودية للنفط وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تجريان محادثات بشأن الاستثمار في مشروعات للغاز الطبيعي المسال بالولايات المتحدة في ظل احتدام المنافسة مع شركات النفط الكبرى وقطر في سوق الغاز فائق التبريد.

ويحاول عملاقا الطاقة استغلال مواردهما من الوقود الأحفوري قدر الإمكان، ومع التوقعات بنمو الطلب على الوقود فائق التبريد بنسبة 50 بالمئة بحلول عام 2030، يستغلان الفرص المتاحة في الولايات المتحدة التي أصبحت أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم وترسل منه كميات قياسية إلى أوروبا.

وذكرت المصادر، التي طلبت عدم نشر أسمائها بسبب حساسية الأمر، أن أرامكو السعودية تجري محادثات للاستثمار في المرحلة الثانية من مشروع بورت آرثر للغاز الطبيعي المسال التابع لشركة سيمبرا للبنية التحتية بولاية تكساس الذي يمثل توسعة مقترحة للمرحلة الأولى المنتجة بالفعل.

وأضافت المصادر أن أدنوك تجري في الوقت نفسه محادثات مع شركة نيكست ديكيد الأميركية للغاز الطبيعي المسال لشراء وحدة معالجة رابعة مقترحة في منشأة ريو جراندي لتصدير الغاز الطبيعي المسال البالغة قيمتها 18 مليار دولار.

ومن المتوقع أن تتضاعف قدرات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، لكن واجه العديد من مطوري مشروعات الغاز الطبيعي المسال في البلاد عقبات مالية تحول دون تدشين محطات التصدير المقترحة، في وقت ازدادت فيه طلبات المستثمرين، فضلا عن الضغوط التنظيمية على البنوك للتركيز على أهداف الحوكمة البيئة الاجتماعية.

وقال كوشال راميش، نائب رئيس شركة ريستاد إنرجي لبحوث الغاز الطبيعي المسال "الرسالة مفادها أنه إذا لم تمول البنوك التي تركز على الحوكمة البيئية والاجتماعية المشروعات الأميركية، فسيقوم شخص ما بذلك".

وبعد ضغوط من نشطاء في مجال المناخ، أوقف الرئيس الأميركي جو بايدن في يناير/كانون الثاني موافقات وخططا مستقبلية لتصدير الغاز الطبيعي المسال من مشروعات جديدة.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت المحادثات مع أرامكو وأدنوك تدور حول حصص مباشرة أم اتفاقيات بيع وشراء أم كليهما.

وقال أحد المصادر إن أرامكو تجري محادثات لشراء بعض أو كل الكميات من إحدى وحدتي التسييل بالمرحلة الثانية من مشروع بورت آرثر. وبإمكان كل من الوحدتين إنتاج ما يصل إلى 13.5 مليون طن سنويا.

تحاول أرامكو السعودية دخول مجال الغاز الطبيعي المسال عالميا، فيما تحولت أدنوك الإماراتية بالفعل إلى كيان فاعل في السوق. وتتنافس الشركتان مع قطر وهي من أكبر مصدري الوقود المنقول بحرا في العالم.

وكشفت شركة قطر للطاقة مؤخرا عن خطط توسعية قد تعزز حصتها في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية إلى نحو 25 بالمئة بحلول 2030، كما يقول محللون.

وقال راميش "أرامكو وأدنوك من الكيانات الكبيرة في سوق النفط، وبوسعهما دائما فعل المزيد في مجال الغاز الطبيعي المسال... وتمويلهما للمشروعات المناسبة في هذا المجال لن يكون مفاجئا".

ونقلت رويترز الثلاثاء عن مصادر مطلعة أن شركة تماسيك هولدنغز السنغافورية أدرجت شركتي الطاقة العملاقتين أرامكو السعودية وشل ضمن قائمة تضم عددا قليلا من الشركات المرشحة لشراء معظم أصول شركة بافيليون إنرجي. في خطوة قد تعني انطلاق أنشطة أرامكو في مجال الغاز الطبيعي المسال.

وقال فيليكس بوث، رئيس قسم الغاز الطبيعي المسال في شركة فورتيكسا لمعلومات الطاقة "ستدعم هذه الصفقة جانب الطلب في المعادلة لبناء محفظة عالمية للغاز الطبيعي المسال، ومن المرجح أن تكون مرتبطة بمشتريات إمدادات ساحل الخليج الأميركي في المستقبل القريب".