أردوغان يرجئ فجأة زيارة لواشنطن بسبب حرب غزة

إرجاء لقاء الرئيسين التركي والأميركي يأتي بعد أيام من انتقاد أردوغان الدعم العسكري والدبلوماسي غير المشروط الذي تقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل.

أنقرة - أرجئ لقاء في البيت الأبيض بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي جو بايدن، بحسب ما أعلن مسؤول تركي، وسط توتّرات بشأن الحرب في غزة.

وهذا أول اجتماع كان سيستضيفه البيت الأبيض بين الرئيسين اللذين التقيا آخر مرة على هامش قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في ليتوانيا في يوليو/تموز الماضي، بينما سبق لأرودغان أن اجتمع بدونالد ترامب سلف بايدن في البيت الأبيض سنة 2019.

وقال المسؤول التركي الذي طلب عدم كشف هويته إن "الزيارة التي كان من المقرر إجراؤها في التاسع من الشهر المقبل تم تأجيلها بسبب تغيير في برنامج أردوغان"، موضحا أنه "سيتم تحديد موعد جديد" بعد اتصال بين الرئيسين.

لم تعلن الرئاسة التركية رسميا عن زيارة أردوغان، لكن مسؤولا تركيا قال في مارس/آذر إنها ستتم في 9 مايو/أيار، فيما يسعى البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي إلى تحسين العلاقات التي توترت بسبب عدد من الخلافات من بينها تأخر أنقرة في المصادقة على انضمام السويد إلى الحلف.

وليس هذا التأجيل بالمسألة البسيطة، "إذ يسعى أردوغان منذ ثلاث سنوات إلى تلقي دعوة إلى البيت الأبيض للاجتماع بالرئيس الأميركي بايدن"، وفق ما صرح سونر كاغابتاي مدير البرنامج التركي في معهد واشنطن.

وتتباين أيضا المواقف بشأن الردّ الساحق لإسرائيل، الحليفة التاريخية للولايات المتحدة، على الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وانتقد أردوغان إسرائيل انتقادا لاذعا على حربها هذه وغالبا ما قارن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأدولف هتلر، متهما الولايات المتحدة برعاية "الإبادة الجماعية" للفلسطينيين وفي خطاب ألقاه الجمعة، وصف نتانياهو بأنه "جزّار غزة".

وصرّح بأن "نتنياهو، كالأشرار الذين سبقوه، انغمس اسمه في التاريخ بالعار كجزّار غزة"، منددا أيضا بـ"الدعم العسكري والدبلوماسي غير المشروط" الذي تقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل، كما انتقد مجلس الشيوخ الأميركي على تمريره حزمة مساعدات بقيمة 13 مليار دولار لإسرائيل.

وفي مطلع الشهر، أعلنت الحكومة التركية عن قيود على الصادرات إلى إسرائيل، فيما قال كاغابتاي إن "اردوغان تحفّظ عن اتخاذ تدابير أكثر قساوة حيال إسرائيل، في مسعى منه إلى عدم إثارة سخط بايدن. لكن كل الاحتمالات باتت واردة الآن".

واجتمع أردوغان هذا الشهر برئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الذي زار تركيا أكثر من مرّة، فيما أعاد التشديد على موقفه، قائلا "لا يمكننا أن نكون من هؤلاء الذين يصفون الحركة بالمنظمة الإرهابية لمجرد أن إسرائيل وداعميها الغربيين يريدون الأمر على هذا النحو" وصرّح أن أنقرة ترى في حماس "إخوة يدافعون عن أرضهم في وجه المحتلّ".