أردوغان يقرّ لأول مرة بإرسال مرتزقة إلى طرابلس
اسطنبول - أقرّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمرة الأولى الجمعة بوجود مقاتلين سوريين موالين لأنقرة في ليبيا إلى جانب عناصر التدريب الأتراك، في أول تأكيد رسمي لصحة تقارير سابقة كانت قد تحدثت عن إرسال تركيا مرتزقة من الفصائل السورية المتشددة إلى دعم ميليشيات حكومة الوفاق الوطني في مواجهة تقدم الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة لتطهيرها من الإرهاب.
وقال للصحافيين في اسطنبول "تركيا متواجدة هناك عبر قوّة تجري عمليات تدريب. هناك كذلك أشخاص من الجيش الوطني السوري"، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين كان يطلق عليهم سابقا اسم "الجيش السوري الحر".
وتشير تقديرات مصادر دبلوماسية إلى أن عدد المرتزقة الذين أرسلهم أردوغان إلى غرب ليبيا، يتراوح بين 1500 وثلاثة آلاف مقاتل إضافة إلى العشرات من القوات التركية النظامية وبينهم عناصر من القوات الخاصة.
وفسر متابعون للشأن الليبي توقف قوات الجيش الوطني الليبي على تخوم طرابلس بالإسناد العسكري الذي قدمته تركيا لقوات وميليشيات حكومة الوفاق.
وجاء اعتراف أردوغان بعد يوم من لقائه رئيس حكومة الوفاق فائز السراج الذي وصل أمس الخميس إلى اسطنبول على اثر تعرض مستودع أسلحة تركية في ميناء طرابلس البحري لقصف من قبل قوات الجيش الوطني الليبي.
ولم يعلن سابقا عن الزيارة، لكن الرئاسة التركية قالت في بيان إن اللقاء بين أردوغان والسراج لم يكن مدرجا على جدول أعمال الرئيس وهو ما يشير إلى أن الزيارة كانت على عجل، فيما رجحت تقارير أن يكون الرئيس التركي استدعى رئيس حكومة الوفاق مع بروز بوادر انفراج في حوار جنيف.
وتأتي اعترافات أردوغان أيضا بينما قالت الأمم المتحدة اليوم الجمعة إن محادثات وقف إطلاق النار بين القوات الجيش الليبي وقوات وميليشيات طرابلس، عادت لمسارها بعد أيام من انسحاب الحكومة المعترف بها دوليا من المفاوضات بعد أن قصف خصومها الميناء البحري بالمدينة.
وهاجم أردوغان الجمعة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، رافضا الاعتراف بشرعية حفتر.
وعقد خمسة ضباط من كل جانب محادثات غير مباشرة في غرف منفصلة مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة الذي تنقل بين الوفدين جيئة وذهابا، لكن حتى الآن لا توجد علامة على تحقيق أي تقدم.