أرمينيا تضطرب بتبادل إقالات بين رئيس الوزراء وقائد الجيش
يريفان/موسكو - حذر رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان الخميس من محاولة انقلاب عسكري ضده، وذلك بعدما طالبت القوات المسلحة في بيان باستقالته هو والحكومة.
وعبر الكرملين، حليف أرمينيا، عن قلقه إزاء ما يحدث في الجمهورية السوفيتية السابقة التي توجد بها قاعدة عسكرية روسية، وحث الطرفين على حل الأزمة سلميا وفي إطار الدستور.
ويواجه باشينيان احتجاجات ودعوات إلى الاستقالة منذ نوفمبر/تشرين الثاني بعد ما وصفها معارضوه بإدارة كارثية للصراع الدامي الذي استمر ستة أسابيع بين أذربيجان والقوات المنحدرة من أصل أرميني في إقليم ناغورني قرة باغ والمناطق المحيطة به.
وخسرت القوات من أصل أرميني مساحات كبيرة لصالح قوات أذربيجان في صراع العام الماضي الذي أودى بحياة الآلاف. وتنتشر قوة حفظ سلام روسية حاليا في الجيب الذي يعترف به المجتمع الدولي جزءا من أذربيجان لكن سكانه ينحدرون من أصل أرميني.
ورفض باشينيان (45 عاما) مرارا التنحي رغم احتجاجات المعارضة. ويقول إنه يتحمل مسؤولية ما حدث لكن عليه الآن أن يضمن أمن بلاده.
وضم الجيش صوته الخميس إلى الداعين إلى استقالته.
وقال في بيان "طريقة إدارة الحكومة الحالية غير الفعالة والأخطاء الجسيمة على صعيد السياسة الخارجية جعلت البلاد على حافة الانهيار".
ولم يتضح ما إذا كان الجيش مستعدا لاستخدام القوة لدعم البيان الذي طالب فيه باستقالة رئيس الوزراء أم أنها كانت مجرد دعوة شفوية.
وخاطب باشينيان الخميس آلافا من أنصاره الذين لبوا دعوته للنزول إلى شوارع العاصمة يريفان لإظهار الدعم له بعدما طالبه الجيش بالاستقالة.
وقال باشينيان مخاطبا الجيش "أطع الشعب وقم بواجبك".
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان إن قرابة 20 ألف شخص تدفقوا على ساحة وسط المدينة التي تبعد مسافة كيلومتر عن موقع تظاهرة للمعارضة دعا فيها نحو 10 آلاف شخص باشينيان للاستقالة.
وقال باشينيان قبل ذلك في بث مباشر عبر فيسبوك ان "المشكلة الأهم الآن هي إبقاء السلطة في يد الشعب، لأنني أعتبر ما يحدث انقلابا عسكريا".
وأعلن خلال البث أنه أقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وهي خطوة ما زالت تتطلب موافقة الرئيس.
وقال باشينيان إنه سيتم الإعلان عن بديل في وقت لاحق، مضيفا أن البلاد ستتجاوز الأزمة بالاحتكام للدستور.
وعرض أرايك هاروتيونيان زعيم إقليم ناغورني قرة باغ الوساطة بين باشينيان وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.
وقال "أرقنا بالفعل ما يكفي من الدماء. حان الوقت لتجاوز الأزمات والمضي قدما. أنا في يريفان ومستعد لأصبح وسيطا لتخطي هذه الأزمة السياسية". وحث جميع الأطراف على عدم التصعيد.