أزمة النزوح تنذر بإيقاظ الفتنة الطائفية في لبنان
بيروت - دعا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بو حبيب إلى وقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بصورة متوازنة من الطرفين، مؤكدا أن "أكثر ما يقلقنا اليوم في لبنان هو الفتنة الداخلية نتيجة توسع الاحتكاكات بين النازحين اللبنانيين وسكان المناطق التي نزحوا إليها".
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اليوم الاثنين عن بوحبيب قوله خلاله إلقائه كلمة لبنان أمام الاجتماع الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط المنعقد في برشلونة "إذا لم تتوقف الحرب فورًا فإن النزوح والاكتظاظ في المناطق الجغرافية الضيقة التي تعاني أصلا ضيقًا اقتصاديًا يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع ويهدد بحدوث صدامات مجتمعية ما قد يسفر عن هجرة كبيرة"
وأشار إلى حاجة بيروت إلى الدعم من أجل "إعادة النازحين على طرفي الحدود، فضلا عن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة لمليون و400 ألف نازح لبناني وإعادة إعمار المناطق المنكوبة ومساعدة النازحين السوريين في الداخل السوري".
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول، صعّد الجيش الاسرائيلي غاراته الجوية على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، ثم بدأت عمليات توغّل برّي جنوبا. وتدفع موجات الغارات اليومية المزيد من اللبنانيين الى مغادرة منازلهم وتحوّلت المدارس والمجامع السكنية الشاغرة إلى مراكز إيواء، فيما توجه كثيرون نحو المناطق الحدودية السورية والعراقية بحثا عن مكان آمن.
وكان ناصر ياسين وزير البيئة ورئيس اللجنة الوطنية للطوارئ في لبنان قد حذّر من ارتفاع عدد النازحين قائلا إنه في حالة استمرت هذه الأعداد في الارتفاع فإن السلطات لن تتمكن من منع الهجرة غير الشرعية المحتملة الى أوروبا، مضيفا "لن نمنع الناس من المغادرة واستغلال كل الطرق لمغادرة هذه الفظائع التي تحدث كل يوم".
ويقدّر حجم الأضرار التي لحقت بلبنان جراء الهجمات الإسرائيلية بمليارات الدولارات، حيث تم تدمير قرى حدودية بأكملها، بالإضافة إلى مؤسسات عامة ومرافق للمياه ومستشفيات وغيرها من المرافق الأساسية التي باتت كلها في حاجة لإعادة الاعمار. وقال ناصر السعيدي وزير الاقتصاد الأسبق في وقت سابق إن القصف الإسرائيلي تسبب في أضرار سيتكلف إصلاحها 25 مليار دولار.
وتتهم العديد من الأطراف السياسية في بيروت الدولة العبرية بالسعي إلى إشعال فتنة داخلية لا سيما في ظل تداعيات أزمة النزوح التي أثبتت السلطات الرسمية أنها عاجزة عن التعامل معها بالشكل المطلوب.
ودعا رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان السبت في تصريح لموقع النشرة المحلي إلى "الانتباه جيداً إلى ما يُحاك من مؤامرات وأولها وأخطرها الفتنة الداخلية التي هي أشدّ من القتل"، مضيفا أن "المشروع والمخطط الصهيوني كان وسيبقى يستهدف وحدتنا وتماسكنا وهويتنا طامعاً في أرضنا ومياهنا وثرواتنا ولن يستطيع الوصول الى مآربه إلا بحالتين الأولى بكسرنا في الميدان والثانية بزرع بذور الفتنة الداخلية بيننا كشعب وكهوية".
والأسبوع الماضي، حذر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو من خطر اندلاع حرب أهلية وشيكة في لبنان في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي، مشدّدا على ضرورة منع تصاعد العنف في الشرق الأوسط وضرورة التوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وفي حديثه لقناة "إل سي أي" الفرنسية، وصف ليكورنو الوضع في المنطقة بأنه "هش" بسبب التوتر الداخلي والهجمات الإسرائيلية، محذّرا من "انهيار كامل" لبيروت.