
أزمة انسانية أخرى تطرق أبواب شمال سوريا ما بعد الزلزال
دمش - أكد منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث خلال زيارة لسوريا اليوم الاثنين أن مرحلة الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أسبوع شارفت على نهايتها، مضيفا أن الحاجة الماسة ستصبح توفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية، فيما تطرق أزمة إنسانية أخرى أبواب الشمال الغربي السوري الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة حيث أدى الزلزال إلى تشريد العديد من العائلات.
وبعد أسبوع من الزلزال المدمر الذي هز تركيا وسوريا تجاوزت حصيلة القتلى 38 ألفا، فيما يبدو العدد مرشحا للارتفاع مع تبخر الآمال في العثور على مزيد من الناجين.
وقال غريفيث من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة في شمال غرب سوريا والتي كانت ساحة مواجهة رئيسية في الحرب "الأكثر إثارة للدهشة هنا أنه حتى في حلب التي عانت كثيرا جدا طوال هذه السنوات تمثل هذه اللحظة أسوأ ما كابده هؤلاء الأشخاص".
وألحق الزلزال دمارا بمساحات شاسعة من شمال غرب سوريا وهي منطقة قسمتها الحرب الدائرة منذ أكثر من 11 عاما لتشمل أراضي خاضعة لسيطرة المعارضة على الحدود التركية وأخرى خاضعة للرئيس بشار الأسد.
وأضاف المسؤول الأممي أن الأمم المتحدة ستعمل على نقل مساعدات من مناطق سيطرة الحكومة إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال الغربي الذي يمثل خط مواجهة نادرا ما مرت عبره مساعدات أثناء الصراع، مشيرا إلى أنه سيتم إطلاق نداءات لتقديم المساعدة لجميع المناطق التي تضررت من الكارثة.
وتابع "ستكون هناك مساعدات تمر من هنا إلى الشمال الغربي وهو ليس سوى جزء واحد من سوريا من المهم للغاية أيضا أن نعتني بالناس هنا".
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 4300 شخص لقوا حتفهم في شمال غرب سوريا وأصيب أكثر من 7600 شخص وبلغ عدد القتلى في مناطق الحكومة السورية 1414 قتيلا.
وأكد غريفيث أنه سمع روايات مؤلمة عن الكارثة من الناجين في حلب، قائلا "بعض من فقدوا أطفالهم فروا والبعض الآخر ظلوا في المباني. صدمة الأشخاص الذين تحدثنا إليهم كانت واضحة للعيان وهذه صدمة يحتاج العالم إلى معالجتها".
وكانت الكارثة أشد تأثيرا في الشمال الغربي السوري الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة حيث أدى الزلزال إلى تشريد عدد كبير من الأشخاص الذين نزحوا من قبل عدة مرات بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من عقد من الزمن وتلقت المنطقة مساعدات قليلة مقارنة بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وغرد على تويتر من عند الحدود التركية السورية حيث لا يوجد سوى معبر واحد مفتوح لإمدادات الأمم المتحدة قائلا "لقد تقاعسنا حتى الآن عن مد يد المساعدة للناس في شمال غرب سوريا"، مضيفا "إنهم على حق في شعورهم بالخدلان"، متعهدا بأنه سيركز على معالجة هذا الوضع سريعا.

ودعت الولايات المتحدة الحكومة السورية وجميع الأطراف الأخرى إلى تيسير دخول المساعدات على الفور لكل المحتاجين.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المساعدات للمتضررين من الزالزال من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة جماعات معارضة متشددة تعطلت بسبب مسائل تتعلق بالحصول على موافقة جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية التي تسيطر على جزء كبير من المنطقة.
وقال مصدر من هيئة تحرير الشام في إدلب لرويترز إن الجماعة لن تسمح بدخول أي شحنات من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة وإنه ينبغي تسلم المساعدات من تركيا.
وقال ينس لاركه المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تأمل في تعزيز العمليات عبر الحدود بفتح نقطتين حدوديتين إضافيتين بين تركيا والمنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا لتوصيل المساعدات.
وأكد جير بيدرسن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا في دمشق أن الأمم المتحدة تجمع الأموال لدعم سوريا، مضيفا "نحاول أن نقول للجميع، نحّوا السياسة جانبا، هذا وقت الاتحاد في جهد مشترك لدعم الشعب السوري".
وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن تعامل الأمم المتحدة مع كارثة الزلزال في سوريا "كان مسيّساً"، داعيا المجتمع الدولي إلى "التحرك الفعال" لإغاثة المتضررين من الكارثة
وأكد في بيان الأحد أن "منظمات الأمم المتحدة وجهت الدعم لنظام الأسد وتركت الأنقاض تخنق المدنيين في المناطق المحررة على الرغم من الأضرار البالغة التي لحقت بها"، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك الفعال خارج الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإغاثة السوريين وإرسال الفرق المختصة وإنشاء مراكز إيواء عاجلة لعشرات آلاف العائلات التي شردت.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص إلى سوريا بالتحرك السريع والفعال وفتح المزيد من المعابر الإنسانية إلى المناطق المحررة، لافتا إلى أن "الأمم المتحدة فشلت في تقليص أضرار كارثة الزلزال في المناطق المحررة"، مطالبا بفتح تحقيق عن سبب التعاطي السلبي مع الكارثة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ومع مرور الأسبوع الأول على الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا لا يتوقف العالم العربي عن دعمهما بمواجهة الكارثة وذلك عبر زيارات مسؤولين وإصدار بيانات الدعم وتبرعات رسمية وشعبية وتواصل إرسال مساعدات إغاثية وفرق بحث وإنقاذ.