أزمة معز مسعود مع الإخوان.. أكبر من موضوع زواجه!

الإسلامي أو الإخواني تحديدًا يعتقد أنه يوم القيامة سيكون معفيًا من السؤال  والحساب وأن الجنة محجوزة لهم وحدهم  أما غيرهم من عوام المسلمين فإنهم: لا تُفَتَّ"حُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ"!

  بقلم: محمود سلطان

فهم البعض مقالي "الإخوان والداعية"، بأنه دفاع عن الشيخ معز مسعود، وهذا ليس صحيحًا فأنا ـ كما قلت ـ لا أعرفه ولم أسمع عنه، إلا بعد الصخب الإسلاموي بشأن زواجه من الفنانة الجميلة "شيري عادل". لا يهمني لا يشغلني زواجه ولا طلاقه ولا بمن أمسك منهن أو طلق، هذه مسألة تخصه، ولا يجوز لأحد أن يفرض عليه وصايته ويختار بالوكالة عنه عروسه، ولا يجوز دينيًا ولا أخلاقيًا، أن يخوض الإسلاميون والإخوان خاصة في عرض زوجته ويتتبعون عوراتها ويشهرون بها على السوشيال ميديا، ويتألهون على الله تعالي، يحكمون عليها بأنها من "أهل النار"، أما هم وزوجاتهم سيدخلون الجنة بلا حساب أو سابقة عذاب، يعايرون الرجل بزوجته، يحملون المصاحف بيد، ويخوضون في أعراض المسلمات بألسنة حداد!

هذه هي معضلة الإخوان والإسلاميين، يعتقدون أن حملهم صفة "إسلامي" يعطيهم حق الاستعلاء على الناس، وتنظيم حفلات تعذيب يومية على منصات التواصل الاجتماعي، لكل من لا يروق لهم أو يخالفهم الرأي أو ينافسهم على "الجماهيرية" في الشوارع وفي الإعلام.

الإسلامي أو الإخواني تحديدًا، يعتقد أنه يوم القيامة، سيكون معفيًا من السؤال  والحساب، وأن الجنة محجوزة لهم وحدهم،  أما غيرهم من عوام المسلمين، فإنهم "لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ"!

هذا استهلال ضروري، استئنافًا لمقالي السابق، قصة زواج "معز" من "شيري" لا تشغل بالي مطلقًا، قيمتها الوحيدة، هو استنطاق المسكوت عنه وراء هذا الصخب والشغب الإخواني على "النت"، وأعني توظيف زواج هذا الداعية في سياق الصراع بين المشروعين "الإخواني" و"الوطني"، بين مشروع الجماعة "التنظيم" ومشروع الدولة الوطنية.

قد يسأل البعض: ما علاقة هذه بتلك؟! وهو سؤال يبحث عن التفسير: الإخوان والإسلاميون، يستبطنون بداخلهم نزعات "الخيرية"، الجماعة الربانية والمختارة، الفرقة الناجية، أستاذية العالم، وما شابه من أسس تربوية ترامادولية، تحيلهم إلى احتقار كل ما هو غير "إسلامي" ابتداء من العوام إلى الدعاة إلى المؤسسات الدينية الرسمية إلى الدولة ذاتها خاصة تلك التي تأسست على ميراث الحرب العالمية الأولى "الدولة الوطنية"، وعلى أنقاض إمبراطورية "سلاطين" الدولة العثمانية، فالإسلاميون والإخوان يمثلون مشروعًا استعلائيا مختلفًا يزدري الجميع،  وتأتي الحملة على الداعية معز مسعود في هذا السياق، واتخذوا فقط، زواجه من ممثلة "متبرجة" فرصة لتصفيته، وإزاحته عن طريق دعاة ووعاظ الجماعة أو الإسلاميين، بوصفهم البديل الأفضل والأكثر نقاء وطهرًا، وكنموذج لشكل الداعية داخل الدولة الإسلامية "الخلافة" المتخيلة، وليس لشكل الداعية "المتهتك" سليل الدولة الوطنية "المعادية" للخلافة بحسب ما يعتقدون.

فأزمة الشيخ مسعود، مع الإخوان، هي إحدى التجليات الخفية وغير المعلنة للعداء الإسلاموي للدولة الوطنية، فالداعية وزواجه من فنانة لا يعنيهم بقدر ما يعنيهم إنارة "البديل الإخواني" بكل تفاصيله وإكسسواراته وإطفاء جميع أعمدة الإنارة من حوله.