أسابيع الفيلم الأوروبي بالمغرب تستقطب عشاق الفن السابع

سينما النهضة بالرباط تتيح لجمهورها فرصة مشاهدة الفيلم المتوج بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي 'تشريح سقطة' للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه.

الرباط - شهدت سينما النهضة بمدينة الرباط والتي تحتضن الدورة الثلاثين من تظاهرة "أسابيع الفيلم الأوروبي بالمغرب"، توافدا كبيرا لعشاق الفن السابع الراغبين في مشاهدة باقة مختارة من الأفلام الأوروبية.

وتسنى لجمهور سينما النهضة فرصة مشاهدة الشريط الطويل "تشريح سقطة" (أناتومي دون شوت) لمخرجته جوستين ترييه، المتوج بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وبجائزة غولدن غلوب لأفضل سيناريو، وأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.

وتتيح هذه الدورة التي انطلقت فعالياتها بالدار البيضاء في الرابع عشر من فبراير/شباط الجاري وتتواصل إلى غاية الأول من مارس/آذار المقبل بعدة مدن مغربية، للجمهور المغربي فرصة اكتشاف أفضل ما أنتجته السينما الأوروبية من خلال عرض 8 أفلام روائية حديثة من 11 بلدا من الاتحاد الأوروبي، والتي سبق لها أن توجت بجوائز في كبريات المهرجانات السينمائية حول العالم، بالإضافة إلى 3 أفلام قصيرة من جنوب البحر الأبيض المتوسط، المتوجة في أوروبا وأفريقيا.

وسيكون الجمهور، خلال هذه الدورة، على موعد مع أجود الإنتاجات السينمائية الأوروبية في أربع مدن مغربية وهي الدار البيضاء (14 – 21 فبراير/شباط الجاري) ومراكش  (16 – 23 فبراير/شباط الجاري) والرباط (23 فبراير/شباط الجاري إلى 1 مارس/آذار المقبل) وطنجة (20 – 27 فبراير/شباط الجاري)، وهي مناسبة لتسليط الضوء على المرأة في السينما، حيث أن من بين الأفلام الأحد عشر المعروضة هناك ستة أفلام لمخرجات.

وتنظم هذه التظاهرة الفنية بمبادرة من بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب في إطار الحوار بين الثقافات القائم بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وفق المدير الفني لأسابيع الفيلم الأوروبي علي حجي.

ولفت حجي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن "خصوصية هذه الدورة تكمن في كون ستة من الأفلام الـ11 المعروضة، هي من إخراج نسائي"، مضيفا أنه بالموازاة مع عروض الأفلام، يتضمن برنامج الدورة ورشات سينمائية موجهة للجمهور المهتم بمهن السينما، موضحا أن هذه الورشات سينشطها عدد من مهنيي القطاع، من ممثلين ومخرجين ومديري التصوير ومنشطين في تقنية إيقاف الحركة "ستوب موشن".

وقال مروان فشان المدير العام لمؤسسة "هبة" في تصريح مماثل إن هذه التظاهرة الثقافية تكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلى سينما النهضة، باعتبارها سينما الرباط التاريخية، وكذا بالنسبة إلى الجمهور الرباطي.

وأوضح أن الأفلام المعروضة تمكن من تقريب الجمهور المغربي، وخاصة الرباطي، من الإنتاج السينمائي الأوروبي الحائز على جوائز، وتساهم في تعزيز الجسور الثقافية بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

وتهدف أسابيع الفيلم الأوروبي إلى السماح للثقافات المختلفة بالتلاقي والتوفر على نظرة منفتحة تتجاوز "الأفكار المسبقة والصور النمطية"، التي تتسم بالتصادم لاسيما في الوقت الحالي، وفق سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المغرب باتريسيا لومبارت كوساك في كلمتها الافتتاحية.

وأضافت "إننا نريد من خلال لحظات المشاركة هذه، حيث يشكل الفن والثقافة وسيلتان قويتان للحوار، تعزيز هذا التعاون وهذا الانفتاح وهذا الاحترام"، موضحة أن الأفلام المنتقاة في النسخة الثلاثين تسلط الضوء على أفضل ما أنتجته السينما الأوروبية، مع إيلاء اهتمام خاص للأفلام من إخراج نسائي، مشيرة إلى أن هذه التظاهرة تشكل "حلقة وصل" بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

وتابعت أن التظاهرة تهدف أيضا إلى "تحفيز الشباب على الاهتمام بالسينما" مع تنظيم جولات كل سنة، وعروض بالمدارس وورشات لاكتشاف مهن السينما، قصد "تنمية حس وفضول الاكتشاف لدى الشباب" وتعريفهم بالفرص المتاحة في هذا القطاع، مضيفة أن هذا العمل يجمع بين الشباب والثقافة، والذي يرتكز على الغنى الثقافي للمغرب، كل ذلك وفق رؤية مستنيرة تروم جعل الثقافة رافعة للتنمية، ومصدرا للعمل اللائق بالنسبة إلى الشباب.

وتعكس أسابيع الفيلم الأوروبي، التي تستقطب حوالي 12 ألف متفرج كل عام، التميز الأوروبي والمغربي والمتوسطي في مجال الفن والثقافة، وتوفر فرصة فريدة لتشجيع وتعزيز الحوار بين الثقافات، من خلال عروض الأفلام واللقاءات بين السينمائيين المغاربة والأوروبيين، وورشات موجهة لاكتشاف مهن السينما لدى الشباب.

وتقترح هذه الدورة باقة متنوعة من الأفلام، على غرار "تشريح سقطة" لمخرجته جوستين ترييه (فرنسا)، و"لا كيميرا" لأليس روهرواشر (إيطاليا)، و"نادي الصفر" لجيسيكا هوسنر (النمسا، ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، الدنمارك)، و"شرح لكل شيء" لغابور ريسز (المجر، سلوفاكيا)، و"الأوراق الميتة" لآكي كوريسماكي (فنلندا)، و"قاعة الأساتذة" لإلكر كاتاك (ألمانيا)، و"عشرون ألف نوع من النحل" لإستيباليز أوريسولا سولاغورين (إسبانيا)، و"سيروكو ومملكة التيارات الهوائية" لبينوا شيو (بلجيكا، فرنسا).

أما في فئة الأفلام القصيرة، فسيكون عشاق السينما على موعد لاكتشاف أفلام "أيور" للمخرجة زينب واكريم (المغرب)، و"على قبر أبي" للمخرجة جواهن زنتار (المغرب)، و"إذا الشمس غرقت في بحر الغمام" لوسام شرف (لبنان).

وتنظم أسابيع الفيلم الأوروبي منذ سنة 1991، من قبل بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمركز السينمائي المغربي، ومؤسسة هبة، والمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش.