أسر انتحارية قنابل موقوتة تتربص بإندونيسيا

الهجمات الإرهابية الأخيرة في سورابايا الاندونيسية تشير إلى اتباع الاسلاميين المتشددين أسلوب تحرك جديد يعتمد على تنفيذ أسر هجمات انتحارية واشراك النساء والأطفال في العمليات الإرهابية.

أطفال تحولوا إلى انتحاريين تحت سلطة الطاعة الأبوية
الاعتماد على الانتحاريات تكتيك جديد في اسلوب المتشددين
نساء وأطفال وقود للإرهاب في اندونيسيا
الأسر الانتحارية تكتيك جديد للمتطرفين في إندونيسيا
داعش تعتمد على الانتحاريات في تكتيك جديد

سورابايا (اندونيسيا) – لا شيء كان يوحي بأن ديتا اوبريانتو وزوجته سيقودان أطفالهما الأربعة في الاعتداءات الانتحارية ضد كنائس بإندونيسيا خصوصا أنهما ينتميان إلى الطبقة المتوسطة ويحبان الحيوانات الأليفة وكانا يستعدان لعطلة الصيف.

وقضى اوبريانتو (48 عاما) وزوجته بوجو كوسواتي (43 عاما) وأطفالهما (بنتان 9 و12 عاما وولدان 16 و18 عاما)، الأحد في هجمات انتحارية منسقة استهدفت ثلاث كنائس في سورابايا ثاني أكبر مدن إندونيسيا.

ويقول الجيران إن الأب كان رجلا نزيها متدينا وكان يبيع أعشابا طبية.

وقال توفيق غان (60 عاما) لصحيفة "كوران تومبو" إن الأب "كان رئيس لجنة الحي المنتخبة من السكان وكنت التقيه تقريبا كل يوم في مسجد قريب من منزله".

وتظهر صور نشرت على الانترنت ممهورة باسم كوسواتي، أسرة وهي تبتسم مع البنتين وهما ترتديان حجابا أحمر وتمسكان بزهور في اليد.

وكان لكوسواتي أكثر من 250 صديقا على موقع فيسبوك وهو يضم العديد من صور الطبيعة وصور اجتماعات مع تبادل رسائل آخرها يعود إلى 2014.

وكوسواتي وابنتاها هن أول انتحاريات في تاريخ اندونيسيا أكبر بلد مسلم في العالم.

كما أن أسرتين اخريين ترتبطان بأسرة كوسواتي وبمجموعة اسلامية متطرفة محلية، تورطتا في سلسلة هجمات في اليومين الأخيرين في سورابايا.

الارهاب في اندونيسيا
هجمات دموية تكشف تصاعد التطرف في اندونيسيا

وتشير هذه الهجمات إلى أسلوب تحرك جديد للإسلاميين المتطرفين يتمثل في أسر انتحارية بأكملها.

ويتعلق الأمر بتغيير تكتيكي من مجموعة أنصار الدولة المتطرفة المسؤولة عن الاعتداءات، بحسب الشرطة.

وتقول نافا نورانية الخبيرة في معهد تحليل النزاعات "انخراط النساء أمر جديد وخصوصا انخراط الأطفال".

وأضافت "في فترة الجماعة الإسلامية (منظمة متطرفة مسلحة كانت تنشط بداية سنوات الالفين) كان يحظر أن تشارك نساء" في العمليات.

في المقابل فإن الجماعة الجديدة تقبل بوجود نساء بين المقاتلين، بحسب المحللة.

ولاحظت أن "النساء ينظر إليهن باعتبارهن هادئات وبالتالي فإن عناصر الأمن يبدون المزيد من التسامح معهن وهذا يمنحهن امتيازات تكتيكية" بالنسبة للمنظمات الإرهابية.

التشدد الديني
بيئة خصبة لتفريخ الإرهاب

وكانت كوسواتي وابنتاها دخلن الأحد وقد غطين وجهوهن بالنقاب كنيسة في سورابايا وفجرن أنفسهن.

أما الزوج فكان بحسب الشرطة يقود خلية محلية لجماعة أنصار الدولة. وقد فجر ولداه حزاميهما الناسفين فيما كانا على دراجة نارية اقتحما بها كنيسة سانتا ماريا.

ويقول ادي باناني الباحث في مجال علم النفس بشأن مشاركة الأطفال "ربما يفسر الوضع بأن الأسرة لديها تصور تقليدي للأدوار، فالدور التقليدي يقوم على أن السلطة للأب الذي يتعين على الجميع طاعته"، مضيفا "الأطفال لا يعرفون بالتأكيد ما يجري أو لا يفهمونه".

وذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية الاثنين أن التنظيم أعلن مسؤوليته عن هجوم بقنبلة أمام مبنى للشرطة في مدينة سورابايا الإندونيسية. ولم الذراع الاعلامية للتنظيم دليلا على ذلك.

وقالت "عملية استشهادية بدارجة نارية مفخخة ضربت بوابة مقر للشرطة الإندونيسية بمدينة سورابايا بإقليم جاوة الشرقية في إندونيسيا".