'أسفلت' وثائقي أردني يفوز بثلاث جوائز في كان السينمائي

تتويج فيلم المخرج الأردني حمزة حميدة يسلط الضوء على نمو السينما الأردنية وحضورها المتنامي في المحافل الدولية.

كان (فرنسا) - فاز الفيلم الوثائقي الأردني "أسفلت" للمخرج حمزة حميدة بجائزة "الوثائقي قيد الإنجاز" (Docs-in-Progress) ضمن برنامج الوثائقيات "Cannes Docs" في سوق مهرجان كان السينمائي. ويعد هذا إنجازًا لافتًا للفيلم الذي يحاكي واقع الحياة اليومية في مخيم "البقعة" وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في العالم.

وأعربت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام التي تدعم هذا العمل من خلال منحة إنتاج فيلم وثائقي طويل، عن فخرها بهذا الإنجاز، قائلة في تدوينة نشرتها بمختلف حساباتها على المواقع الاجتماعية "نتمنى لهما دوام التقدم والنجاح في مشوارهما الفني"، في إشارة للمخرج حمزة حميدة ومنتج العمل محمود المساد.

وتدور أحداث الفيلم الوثائقي "أسفلت" حول قصة مخيم فلسطيني موجود في الأردن يدعى مخيم "البقعة"، ويحمل هذا المكان وفق ما صرح به مخرجه حمزة حميدة في حديث خاص لموقع "إي تي بالعربي" من مهرجان كان "قصة مختلقة بعض الشيء لا تتحدث عن اللاجئين بشكل مباشر، فهي تتناول قصة جميلة حول شاب بالمخيم طموح ولديه هدف، والبطلة التي تساعده بالفيلم هي حمارته وردة".

ويتناول العمل الوثائقي الطويل قصة شاب فلسطيني يبلغ من العمر 20 عاما يدعى "ديبس" وهو يعيش في مخيم البقعة، ويحلم بالزواج من حبيبته. لكن بعد أن يفقد أقاربًا له في غزة، يُضطر لتأجيل زفافه، فيعكس الفيلم – بأسلوب ساخر وبسيط – أوجاع جيل بأكمله نشأ في المنافي والمخيمات.

وعبر حميدة عن فرحته الغامرة بهذا الفوز، مشيرا إلى أن التحضير للفيلم استغرق نحو العامين، مؤكدًا أن التحدي الأكبر كان في كسب ثقة سكان المخيم للتصوير، قائلا "المنطقة شوي صعب نصور فيها، لأن الناس ما عندهم ثقة بالكاميرا، وكان التحدي إني أخليهم يوثقوا بالكاميرا ويثقوا فينا".

وعن لحظة إعلان الفوز بالجائزة، قال "امبارح طول اليوم وأنا عم بفكر كيف بلشنا فيه... ما كنا 1 في المئة متوقعين إنه يكون هالقد الناس مهتمة بهذا المشروع".

وتحدث المنتج محمود المساد من جهته عن ظروف إنتاج العمل، قائلا "اشتغلنا على الفيلم من سنتين لسنة ونص، وحاولنا نصور قبل الحرب على غزة... كان صعب نقدر نصور جوه المخيم لأنه مش أي حدا يقدر، بس حمزة عنده الأكسس وكسب ثقة الناس".

وأكد أن فوز الفيلم بثلاث جوائز في مهرجان كان السينمائي لم يكن متوقعًا، حيث أنه كان قد قال للمخرج أن لا يفكر بالجوائز، إذ يكفيهما أن الفيلم قد وصل إلى سوق كان، مضيفا لكن الحمد لله العمل حظي بأكبر جائزة بالمهرجان، مشيرا إلى أنه كان من بين 34 فيلما دوليا تنافست ضمن هذا القسم، قائلا هذا أعطانا حافز نكمل ونؤمن أكثر بالقصة". ويسلط هذا الفوز الضوء على نمو السينما الأردنية وحضورها المتنامي في المحافل الدولية.

وأوضح المساد أن "أسفلت" يعكس محاولتنا في تقديم فيلم يرتكز على ما وراء الأخبار، قائلا "كيف الناس عايشة حياتها اليومية رغم كل الظروف اللي عم تمر فيها، وخصوصًا خارج فلسطين".

ويعتبر الحمار "وردة" الذي يشارك في الفيلم بشخصية محورية من أبرز ما لفت أنظار الجمهور والنقاد، وعن ذلك يقول مخرج العمل ضاحكا "الكل عم يحكي عن وردة... مبسوطين كيف في حمارة عم تتفاعل قدام الكاميرا بهذا الشكل".

ويمزج فيلم "أسفلت" الذي لفت إليه الأنظار عند عرضه ضمن "Cannes Docs" بين الواقعية الساخرة والبساطة الإنسانية، ويعكس الأوضاع الفلسطينية في المنافي والمخيمات بأسلوب يومي عفوي ومليء بالتناقضات، فهو يسعى لإظهار الحياة اليومية للناس "ما وراء الأخبار" وكيف يعيشون رغم كل الظروف.

و"Cannes Docs" هو قسم متخصص ضمن "سوق الفيلم"(Marché du  Film) في مهرجان كان السينمائي، ويركز بشكل خاص على الأفلام الوثائقية الإبداعية والروائية ذات الرؤية السينمائية والفنية الواضحة والإمكانات الدولية المتميزة.