أشانلي أورفا التركية عالقة بين الركام وبرد قاس

الزلزال المدمر يحول مبان في مدينة شانلي أورفا التركية إلى أثر بعد عين لتصبح مدينة منكوبة يئن أهلها تحت وطأة دمار كبير وبرد شديد.

شانلي اورفا (تركيا) - في مدينة شانلي أورفا إحدى كبرى مدن جنوب شرق تركيا الأكثر تضررا من الزلزال الهائل الذي أودى بحياة أكثر من أربعة آلاف شخص في كل أنحاء المنطقة ذات الغالبية الكردية وسوريا المجاورة، تتشكل مأساة أخرى وسط دمار هائل وموجة برد قاسية زادت من معاناة من تبقى من أهلها على قيد الحياة، بينما تئن أصوات شبه مكتومة من تحت الأنقاض في انتظار من يرفع عنها الركام.

وحول الزلزال المدمر مبان في مدينة شانلي أورفا التركية إلى أثر بعد عين في دقائق معدودات لتصبح مدينة منكوبة يئن أهلها تحت وطأة دمار كبير وبرد شديد.

ودمّر الزلزال حوالي 3500 مبنى في 10 محافظات ما أدى إلى إصابة أكثر من 11 ألف شخص وترك عدد آخر غير معروف تحت الأنقاض.

وتتوجّه مواكب من السيارات شمالا للخروج من شانلي أورفا المدمّرة، لإبعاد السكان المصدومين قليلا عن مسرح أقوى زلزال يضرب تركيا منذ عقود.

وعلى الجانب الآخر من الطريق، تسير عائلة تحت المطر المتجمد تجر متعلقاتها في عربة أطفال، بحثا عن مأوى لتمضية الليل البارد.

وفي شانلي أورفا، كان عشرات المسعفين يحاولون سحب ناجين من مبنى مؤلف من سبعة طوابق تحول إلى أكوام من التراب والحطام.

ولقي 30 شخصا على الأقل حتفهم في هذه المحافظة حيث انهار 200 مبنى بسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات.

ويبحث عمر الجنيد عن معارف له محاصرين تحت الأنقاض. ويقول هذا الطالب السوري البالغ 20 عاما والذي يعيش على مقربة من المكان "هناك عائلة أعرفها تحت الأنقاض"، مضيفا "حتى الساعة 11:00 صباحا أو قرابة الظهر، كانت صديقتي لا تزال ترد على الهاتف، لكنها لم تعد تجيب. إنها موجودة تحت الأنقاض. أعتقد أن بطارية هاتفها نفدت".

لكن عملية البحث ليست بسيطة. أمامه، بقايا أريكة مدمرة وكرسي بأرجل معدنية مكسّرة وبعض الستائر الممزقة وكلها تدل على الهدوء والحياة البسيطة التي كانت سائدة قبل الكارثة.

وعلى مسافة مئات الأمتار، يجلس مصطفى كويونجو البالغ 55 عاما في سيارة العائلة مع زوجته وأطفالهما الخمسة.

وقال "نحن ننتظر هنا لأننا لا نستطيع العودة إلى منزلنا. في الوقت الحالي، إنها ممنوعة" في إشارة إلى أمر حكومي يطلب من الجميع البقاء في الشارع حفاظا على سلامتهم.

وإذا لم يتمكّن من العودة، سيتوجه مع عائلته إلى مسجد قريب تحول مثل الكثير من المساجد الأخرى إلى مركز استقبال.

ويصر كويونجو على أن "المبنى الذي نعيش فيه آمن" إلا أن ابنته الكبرى لا تؤيده قائلة "لا، هو ليس متأكدا من ذلك!" وبنبرة مختلفة يختم الوالد "من لا يخاف؟ الجميع يخاف!"

ويحاول عشرات الأشخاص رفع قطع ضخمة من الحطام الإسمنتي علّهم يحصلون على أي مؤشر للحياة تحته. يستريحون صامتين، بينما يحدّقون في الأنقاض، فيما ينتابهم مزيج من المشاعر من إرهاق وألم وأمل.

وعلى مقربة من هذا الموقع، يجلس أمين كاتشماز حول موقد برفقة موظفيه الثلاثة خارج متجر بيع المفروشات الخاص به، فيما يحرسون المتجر المحطّم من اللصوص، فقد تحطّمت نوافذ المتجر الضخمة وتصدّعت أعمدته الضخمة وأصبح بالكاد قادرا على دعم الطوابق السبعة للمبنى المتضرر المتهالك الذي قد ينهار في أي لحظة.

ويقول الرجل البالغ 30 عاما "المبنى ليس آمنا" لكن "سنبقى هنا طوال الليل. هذا مصدر رزقنا".