
أكثر من ملف على جدول زيارة ولي العهد السعودي لفرنسا
باريس - من المنتظر أن يناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قضية الحرب في أوكرانيا ضمن قضايا أخرى عندما يلتقي مع ولي عهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الجمعة 16 يونيو/حزيران وفق ما قالت الرئاسة الفرنسية اليوم الأربعاء.
وتأتي المحادثات المزمعة بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي بعد شهر من حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قمة لجامعة الدول العربية في السعودية لحشد الدعم، وهي قمة عبر فيها الأمير محمد عن استعداده للتوسط في الحرب بين موسكو وكييف.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية في وقت سابق بأن الامير محمد غادر إلى فرنسا.
ويتضمن جدول الأعمال أيضا ترأس الوفد السعودي خلال قمة "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد" التي تقام في يومي 22 و23 يونيو/حزيران، والمشاركة في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030 يوم 19 يونيو/حزيران.
وباتت السعودية لاعبا دوليا هاما وسط توقعات بان تلعب دور الوسيط بين أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب فيما احتفظت بعلاقات جيدة مع كل من بكين وموسكو رغم المحاذير الأميركية.
وقام الامير محمد ولي عهد اكبر مصدّر نفط في العالم بزيارة إلى باريس في تموز/يوليو 2022 التقى خلالها ماكرون، في سياق ارتفاع أسعار الطاقة على خلفية الحرب في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن تكون ملفات أخرى في جدول أعمال الزعيمين خاصة فيما يتعلق باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية والملف النووي الإيراني وكذلك الملف اللبناني مع استمرار الشغور الرئاسي وتداعيات ذلك على الوضع الداخلي وعلى المنطقة إضافة الى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وتنتقد باريس عدم احترام طهران لالتزاماتها النووية وتنصلها من اتفاق 2015 رغم الجهود التي لا تزال تبذل لاقتاع الجانب الايراني بتسوية الملف والجلوس على طاولة المفاوضات الى جانب القوى الغربية بما فيها فرنسا.
وأوضح قصر الإليزيه أن ماكرون والامير محمد سيتطرقان إلى "تحديات الاستقرار الإقليمي"، أبرزها على الأرجح الأزمة في لبنان حيث تحتفظ السعودية بنفوذ كبير في وقت عيّن الرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان "مبعوثًا خاصًا إلى لبنان" لمحاولة المساعدة في التوصل إلى مخرج من المأزق السياسي.
وفشل البرلمان اللبناني الأربعاء للمرة الثانية عشر في انتخاب رئيس للجمهورية وسط انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه وينذر بإطالة الشغور الرئاسي، على وقع انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

ويسعى الرئيس الفرنسي لمواجهة أزمة الطاقة التي باتت تؤثر سلبا على النمو في بلاده وفي كامل الاتحاد الأوروبي حيث تشعر باريس مثل بقية العواصم الغربية بقلق لقرار خفض إنتاج النفط بمعدل مليونين ونصف مليون برميل يوميا ضمن اتفاق أوبك+
وتعتبر فرنسا على غرار الولايات المتحدة أن ذلك سيزيد الضغوط علبها بسبب توقف إمدادات النفط الروسية حيث عانت فرنسا بالفعل من تداعيات نقص الطاقة وشوهدت خلال الفترة الماضية طوابير طويلة امام محطات البنزين
ورغم ان فرنسا عولت على تنويع مصادر الحصول على الطاقة والمحروقات بعقد اتفاقيات مع الجانب الجزائري وكذلك مع قطر وغيرها من الدول لكن تدهورا جديدا في العلاقات الجزائرية الفرنسية فرض لجوء باريس الى الرياض كحل جديد لازمة الطاقة المستعصية قبل حلول فصل الشتاء وعدم تكرار الأزمة.
وفي أيار/مايو، وضع ماكرون طائرة فرنسية بخدمة الرئيس زيلينكسي أقلّته إلى مدينة جدّة السعودية لحضور القمة العربية، ثمّ إلى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة السبع التي حضرتها أيضًا البرازيل والهند اللتان تنتميان إلى مجموعة الدول الناشئة.
ورأى الرئيس الفرنسي أن زيارة زيلينسكي لجدّة سمحت "بالحصول على دعم واضح جدًا من السعودية وقوى كبرى أخرى في المنطقة".