'ألستوم' الفرنسية الرائدة في صناعة القطارات تعتزم انشاء وحدة صناعية في طنجة

أكثر من شركة عالمية تختار المغرب كوجهة لاستثماراتها ما يعكس تنامي الثقة في المملكة كبيئة آمنة للاستثمار.

الرباط - أبدت شركة "ألستوم" الفرنسية الرائدة في تأسيس البنية التحتية للسكك الحديدية اعتزامها إنشاء مصنع في مدينة طنجة، في خطوة تتزامن مع الجهود التي يبذلها المغرب لتطوير شبكته السككية وتعزيز الأسطول بالقطارات فائقة السرعة وإرساء منظومة صناعية في هذا المجال الواعد.

وكانت الشركة قد دشّنت في العام 2020 مصنعا في مدينة فاس وأعلنت العام الماضي عن استثمار نحو 120 مليون درهم لتطوير صناعة السكك الحديد في المغرب من خلال تخطيطها لإنشاء مصنع جديد لعربات القطارات والمترو ينتظر أن يخلق نحو 200 موطن شغل بحلول العام المقبل.

وأعلنت "ألستوم" في نوفمبر/تشرين الماضي عن خطتها لاستثمار 16 مليون أورو لإنشاء مصنع جديد في المغرب، كما أبدت رغبتها في المشاركة في طلبات العروض التي أطلقها المكتب الوطني للسكك الحديدية لتعزيز أسطول القطارات.

ويمتلك المغرب بنية تحتية متطورة في مجال النقل تشكل نموذجا في المنطقة، إذ يعدّ قطار البراق الأسرع في أفريقيا بسرعة 375 كلم في الساعة وتمتاز رحلاته بالتواتر ويربط الدار البيضاء بطنجة مرورا بعديد المحطات.

وأفاد المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي في بيان سابق بأن "البراق ليس سوى بداية لملحمات جديدة تهدف إلى تدعيم ربط جهات المملكة وتوفير صيغ تنقل مبتكرة وذكية أكثر سرعة واستدامة"، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.

وتتنافس الشركات العملاقة الناشطة في مجال البنية التحتية على الفوز بصفقات في المغرب الذي أطلق مؤخرا مناقصة لشراء أكثر من 160 قطارا للخدمات بين المدن وخدمات النقل السريع والخدمات الحضرية، كما يعتزم تمديد خطوط السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة.

ويعمل المغرب على تمديد الخطوط فائقة السرعة في اتجاه جنوب المملكة وتطوير خدمة جديدة للنقل الحضري والجهوي عبر السكك الحديدية من خلال شراكات عالمية، كما باتت المملكة تمتلك تجربة مهمة في هندسة المشاريع الكبرى.

ويعكس مضيّ المغرب بثبات على طريق إرساء منظومة صناعية في مجال السكك الحديد والقطارات توجّه المملكة إلى ترسيخ ريادتها في القارة الأفريقية في العديد من القطاعات التي شهدت نقلة نوعية خلال الأعوام الأخيرة ومن بينها قطاع تصنيع وتركيب السيارات، إذ يصنّف المغرب كأكبر مركز في أفريقيا في هذا القطاع.

وعزز المغرب مكانته كوجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات في ظل الاستقرار السياسي والأمني الذي تحظى به المملكة، فضلا عن المناخ الاستثماري الفريد من نوعه.

وأنفق المغرب خلال السنوات الماضية أكثر من 70 مليار درهم على تطوير بنيته التحتية السككية، فيما خصص استثمارات هامة لمشروع الخط فائق السرعة، وفق بيانات رسمية.

وتشهد المملكة تحولات كبرى في مجال البنية التحتية والنقل في إطار الاستعدادات لاحتضان نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 ومونديل 2030 من خلال توفير أفضل حلول التنقل المستدام للزائرين والمواطنين، وسط توقعات بتوافد قياسي على المملكة لحضور الحدثين الدوليين الكبيرين.