أمير الكويت يوجّه الحكومة بالتركيز على المشاريع الإستراتيجية

الشيخ مشعل يحثّ الوزراء الجدد على تطوير كافة القطاعات الاقتصادية والاستثمارية وصولا لاقتصاد مستدام مع مراعاة الشفافية والمحافظة على المال العام.

الكويت - وجّه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اليوم الأربعاء الحكومة الجديدة بتحديد أولوياتها ووضعها وفق خطة عمل وجدول زمني محددين، مطالبا بالتركيز على المشاريع الاستراتيجية التنموية، ما يكشف عن حرصه على تدارك تأخّر انطلاق الإصلاحات الهادفة إلى تنويع اقتصاد الدولة الخليجية المعتمد على النفط.

وأدت الحكومة الجديدة التي يرأسها الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح اليمين الدستورية أمامه اليوم الأربعاء، وفقا لوكالة الأنباء الكويتية الرسمية.

ويبدأ الفريق الحكومي الجديد عمله بعد أن حل أمير الكويت يوم الجمعة مجلس الأمة وعلق العمل ببعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن أربع سنوات، من أجل "دراسة جميع جوانب المسيرة الديمقراطية" بعد أن احتدام الأزمة السياسية.

وعندما كان مجلس الأمة موجودا، كانت الحكومات تقدم له برنامج عملها لمدة أربع سنوات، هي المدة الدستورية للبرلمان، إذ يراقب أداءها ويحاسب مسؤوليها.

وتعيش الكويت أزمات متتالية منذ سنوات بسبب الخلافات المستمرة والصراعات بين الحكومات التي يعينها الأمير والبرلمانات المنتخبة انتخابا مباشرا، الأمر الذي أعاق جهود الإصلاح الاقتصادي وعطل كثيرا المشروعات التنموية التي تحتاجها البلاد.

وأيّد العديد من النشطاء الكويتيين القرارات الأخيرة التي اتخذها الشيخ مشعل الأحمد، معتبرين أنها ستضع حدّا لمعارك ليّ الأذرع بين نواب المعارضة والحكومات المتعاقبة، ما أدى إلى تنامي الإحباط في أوساط مواطني الدولة الخليجية.

وأشارت تقارير دولية مختصة في الشأن الاقتصادي إلى أن الكويت مطالبة بالشروع الفوري في تنويع اقتصادها المرتهن إلى النفط، لافتة إلى أن الدولية الخليجية الثرية تتمتع بإمكانيها هامة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في العديد من القطاعات.

ووجه الأمير الحكومة اليوم الأربعاء إلى "تحديد الأولويات وتوحيد الجهود وتسخير الطاقات وفق خطة عمل وجدول زمني محددين، مع التركيز على متابعة الميدان بجولات تفقدية مستمرة".

وطالب الوزراء بالإسراع في تنفيذ مشاريع استراتيجية تنموية ومعالجة ملفات البنية التحتية وتطوير الرعاية الصحية والسكنية والتعليم، مع مراعاة الشفافية والمحافظة على المال العام.

كما حثهم على تطوير كافة القطاعات الاقتصادية والاستثمارية وصولا لاقتصاد مستدام واستثمار الثروة البشرية وتعزيز الابتكار والبحث العلمي وتحسين بيئة الأعمال والخدمات الحكومية والتحول الرقمي في الخدمات المقدمة منها.

وعلى المستوى الخارجي أكد على ضرورة "تعزيز أواصر العلاقات الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة وترسيخ الدور الإنساني لدولة الكويت".

وأدى الشيخ مشعل خلال الآونة الأخيرة العديد من الزيارات شملت السعودية والإمارات والبحرين وعمان، كما زار مصر وتركيا، ضمن مساعيه لتعزيز التعاون وإبرام شراكات جديدة في مختلف القطاعات.

وأسفرت أول انتخابات برلمانية تجري في عهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في الرابع من أبريل/نيسان، وهي الرابعة منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، عن تغيير محدود تمثل في دخول 11 نائبا جديدا من أصل 50 عضوا منتخبا، مع توقعات باستمرار حالة الجمود السياسي الذي طال أمده.

وتحظر الكويت الأحزاب السياسية لكن البرلمان يتمتع بصلاحيات كبيرة مقارنة بباقي دول الخليج، منها استجواب رئيس الوزراء والوزراء وإقرار القوانين ورفضها وإلغاؤها. لكن الأمير له الكلمة الفصل في شؤون البلاد وله صلاحية حل البرلمان.